} اعلن ثوار جبهة "زاباتيستا" المتحدرون من اصل هندي في المكسيك استعدادهم لعودة مشروطة الى محادثات السلام بعد انتهاء حكم الحزب الواحد الذي استمر سبعة عقود. وجاءت هذه الخطوة في اعقاب قرارا الرئيس المكسيكي الجديد فانسانت فوكس اول من امس سحب بعض من عشرات الالاف من الجنود الذين يطوقون الثوار في مرتفعات شياباس جنوب البلاد. اواكساكا، مونتيري - أ ف ب، رويترز، أ ب - سجل الرئيس المكسيكي الجديد فانسانت فوكس انتصاراً سياسياً كبيراً باقناعه ثوار جبهة زاباتيستا للتحرير الوطني المتحدرين من اصل هندي بالعودة الى مائدة المفاوضات، لينهي بذلك مأزقاً استمر اربع سنوات بين الثوار وحكومة الرئيس السابق ارنستو زيديو الذي سلم الجمعة الماضي السلطة الى فوكس. وقال فوكس في اجتماع جماهيري في مدينة مونتيري الصناعية شمال البلاد: "علمنا اليوم بسعادة كبيرة ان جيش زاباتيستا للتحرير الوطني وافق على الشروع بمحادثات. هناك موقف جديد. وهناك طريقة تفكير جديدة". وطلب فوكس 58 عاماً اول من امس السبت من الثوار في ولاية شياباس الفقيرة جنوب البلاد ان يقولوا "وداعاً للحرب" بعدما اصدر الاوامر للجيش للانسحاب من اجزاء من الولاية التي تشهد صراعاً عنيفاً منذ الاول من كانون الثاني يناير 1994 عندما هب ثوار جبهة زاباتيستا للمطالبة بحقوق السكان المتحدرين من اصول هندية. وقال الرئيس الجديد في رسالة وجهها من اواكساكا، عاصمة اقليم اواكساكا الذي تقطنه غالبية من الهنود، "لا يمكن ان نبني علاقة بين الدولة والشعوب الهندية من دون حل الصراع في شياباس بطريقة سلمية. فلنقل وداعاً للحرب ولنفتح ذراعينا للسلام". وعرض فوكس "اجراء حوار بهدف التوصل الى تعهدات يتم احترامها حتى تنفيذها". واضاف "سأظهر رغبتي في التوصل الى اتفاق شامل بين كل المكسيكيين". وكان فوكس اصدر فور تسلمه سلطاته الدستورية الجمعة الماضي اوامره للجيش للانسحاب من مناطق نفوذ الثوار من اجل "تجديد التأكيد على عزم الحكومة الاجتماع في اسرع وقت ممكن مع ممثلين عن جيش التحرير الوطني في شياباس"، حسب ما جاء في بيان لوزارة الداخلية. واعلن ثوار جبهة زاباتيستا استعدادهم للعودة الى محادثات السلام بعد انتهاء حكم الحزب الثوري التأسيسي الذي استمر سبعة عقود. وقال ماركوس زعيم الجبهة للصحافيين الذين استدعاهم الي معقله في ولاية شياباس في جنوبالمكسيك ان الثوار وضعوا ثلاثة شروط لاستئناف محادثات السلام. واوضح ان هذه الشروط هي اغلاق سبع قواعد عسكرية قرب المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وتنفيذ اتفاق سلام ابرم في 1996 ولكن لم تصادق عليه الحكومة السابقة، والافراج عن كل انصار "زاباتيستا" المسجونين. واضاف ماركوس في مقر قيادته ان "من الممكن استئناف الحوار بين الحكومة الاتحادية وجيش زاباتيستا للتحرير الوطني". وكان فوكس، وهو اول رئيس للمكسيك ليس عضواً في الحزب الثوري التأسيسي منذ عام 1929، اعلن لدى ادائه اليمين انه سيحيل الى الكونغرس مشروع قانون لتعزيز حقوق عشرة ملايين شخص يتحدرون من اصول هندية والذي امتنعت حكومة سلفه عن التصديق عليه.