بلدة سان كريستوبال دي لاس كازاس الواقعة في مرتفعات ولاية شياباس هي إحدى أشهر الاماكن السياحية بالمكسيك حيث تشتهر بسوقها التي تضم أشهر منتجات السكان الاصليين من الهنود. وذاع صيت تلك البلدة في مختلف أنحاء العالم قبل 11 عاما عندما احتلها السكان الاصليون من الهنود على هيئة جيش زاباتيستا للتحرير الوطني وأعلنوا الحرب على الحكومة المكسيكية. وصار صمويل رويز أسقف سان كريستوبال آنذاك شخصية معروفة على المسرح الدولي حيث استطاع أن يجمع بين ممثلين من جيش زاباتيستا والحكومة في كاتدرائيته. ورغم سيادة المسيحية الكاثوليكية في المكسيك استطاع الاسلام أن يشق لنفسه طريقا بين الاهالي الذين يعيشون على أطراف البلدة قبالة الكنائس العديدة المنتشرة في مختلف الانحاء. واعتنق الاسلام نحو 300 شخص من طائفة تزوتزيل مايان الذين يصلون يوميا باتجاه الكعبة . ويتعلم الاطفال قراءة القرآن في المدارس الاسلامية التي توفر لكثير منهم رعاية ربما تفوق ما يلقونه في بيوتهم. وقد أدى بعض أفراد الطائفة فريضة الحج. واعتنقت شياباس المسيحية منذ استعمار الاسبان المكسيك في 1524 حيث بدأت الارساليات التنصيرية الاسبانية توضح للسكان الاصليين تعاليم المسيحية. ولكن المثير للدهشة أن الرجل الذي جاء إلى البلدة عام 1995 لينشر تعاليم الدين الاسلامي من خلال توضيح الاوامر والنواهي التي وردت في القرآن الكريم كان أسبانيا أيضا. وجاء أورليانو بيريز يرويلا السني من مدينة غرناطة. وسرعان ما اتبعه العديد من سكان البلدة اعتنقوا الاسلام. ومعظم هؤلاء جاءوا من منطقة سان خوان شامولا التي تقع على حدود سان كريستوبال وكانت منذ زمن طويل موقعا للنزاعات الدينية. ويقول عالم الاجناس جاسبار موركويتشو أن هذا التحول حدث على مدى ثلاثة أجيال حيث كان الاجداد القدامى من الكاثوليك وفي السبعينيات بدأوا في التحول إلى البروتستانتية وفي عام 1995 عرفوا الاسلام.