يبدأ الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة غداً الأحد جولة افريقية جديدة تقوده إلى السودان ويتوقع أن تؤدي الى تفاهم على ترقية العلاقات بعد سنوات من العلاقات المتردية بسبب مزاعم عن تورط الخرطوم في دعم أعمال العنف في الجزائر. وقال مصدر مسؤول في الرئاسة الجزائرية إن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيقوم غداً الأحد، بزيارة "أخوة وعمل" إلى السودان، هي الأولى لمسؤول جزائري كبير الى الخرطوم منذ مدة طويلة. وتابع: "انها المرة الأولى التي يقوم فيها مسؤول جزائري بزيارة هذا البلد الشقيق منذ تردي العلاقات الثنائية"، وتقليص التمثيل الديبلوماسي لدى تصاعد أعمال العنف مطلع العام 1992 بعد إلغاء نتائج الإنتخابات البرلمانية التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة. وترجح أوساط جزائرية أن تكون الزيارة مناسبة يعرض فيها الرئيس بوتفليقة وساطته في النزاع الحاصل في جنوب السودان. وتقول إن نجاح بوتفليقة في إخماد فتيل الصراع الدموي بين أثيوبيا واريتريا سيشجع على السعي للقيام بعمل يساعد في تحقيق السلام في السودان. وكان المسؤول الجزائري أبدى دعماً للرئيس عمر حسن البشير في إجراء التغييرات الضرورية التي من شأنها إحلال الوفاق الوطني واعرب عن دعم مباشر لسلسلة الإصلاحات التي قام بها منذ عام واهمها اقصاء رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي. وتشهد العلاقات بين البلدين تحسناً مستمراً منذ تولي بوتفليقة الحكم قبل عام ونصف العام اذ إلتقى الرئيس السوداني ثلاث مرات كان ابرزها خلال زيارة البشير الجزائر مطلع العام الجاري. واتهمت الحكومة الجزائرية السودان بالضلوع في أعمال العنف التي تحصد مئات الآلاف من الجزائريين وكانت أوردت في عدد من المرات أنباء عن معسكرات تدريبية يقيمها الحكم السوداني لمصلحة عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة. وتعتزم الرئاسة الجزائرية الدخول في عهد جديد من التعاون بين البلدين خصوصاً في مجالات الطاقة والفلاحة وترقية المشاورات السياسية. ونسبت إلى بوتفليقة رغبته في تحقيق المصالحة في السودان. وتستمر زيارة الرئيس الجزائري الى العاصمة السودانية ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات رسمية مع الرئيس السوداني عمر البشير، كما يشارك في احتفالات استقلال السودان التي تصادف الاول من كانون الثاني يناير المقبل. ويرافق بوتفليقة وفد رسمي يضم عدداً من الوزراء والمستشارين سيجرون محادثات مع نظرائهم السودانيين تشمل رفع مستوى التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة.