} اضفت الصينوتايوان صفة الشرعية على تبادل محدود للبضائع بينهما، كان يتم في الخفاء. وشكل ذلك خطوة اولى "خجولة" نحو اقامة "ميني روابط" بين البلدين اللذين يعيشان حالاً من العداء منذ انفصال تايوان عن الصين الشيوعية عام 1949. لكن الخطوة لم ترق الى طموح الصين في ازالة الحظر على السفر والتبادل التجاري مع تايون والذي تفرضه الاخيرة، خوفاً من سيطرة جارتها العملاقة عليها. بكين - رويترز، أ ب - وافقت بكين امس، على خطة تايوانية لتشريع تبادل محدود للبضائع والسلع، كان يتم عن طريق التهريب بين جزيرتي كينمن وماتسو التايوانيتين واقليم فوجيان الصيني. وتعد تلك الخطوة الاولى لاقامة روابط مباشرة بين الصينوتايوان التي تعتبرها بكين اقليماً منشقاً، منذ فرار انصار الزعيم الراحل تشان كاي تشيك اليها واقامتهم دولة منفصلة هناك، في مواجهة الزحف الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ عام 1949. لكن الخطوة الاخيرة التي بادرت اليها تايوان، لا ترقى الى طموحات الصين في رفع الحظر الذي تفرضه تايبه على اقامة علاقات تجارية والسماح بالسفر والتنقل بين البلدين. ورأى نائب الوزير الصيني المكلف شؤون تايوان جو مينغوي ان هذه الخطوة افضل من لا شيء، فيما نقلت وكالة انباء "شينخوا" الصينية الرسمية عن مسؤول في اقليم فوجيان ان خطة تايوان لا تذهب الى المدى المطلوب، "ما يشير الى ان السلطات التايوانية تفتقر الى الصدق وحسن النية لتوفير الخدمات المباشرة"، لكنه خلص الى تأكيد ان "الصين مستعدة للمساعدة" في الخطوة الاخيرة. وكانت بكين دعت اكثر من مرة الى اقامة علاقات كاملة مع تايوان في مجالات التجارة والنقل والبريد، في ما يعرف باسم "الروابط الثلاث المباشرة". وايدها في ذلك رجال اعمال تايوانيون يضعون استثمارات في الصين يفوق حجمها الاربعين بليون دولار، لكنهم يضطرون الى السفر الى الاخيرة عبر هونغ كونغ. وعلى رغم ازدهار الروابط الاقتصادية بين البلدين في الاعوام الاخيرة، فان القوى السياسية في تايوان تتردد في تطبيع العلاقات التجارية خوفاً من ان يؤدي ذلك الى سيطرة الصين على بلادهم. وكان المسؤولون التايوانيون ربطوا عملية توسيع العلاقات مع الصين بمدى رغبة الاخيرة في استئناف الحوار بينهما على ارفع مستوى. وكان هذا الحوار جمّد منذ اواسط عام 1999، بعدما اغضب الرئيس التايواني في حينه لي تينغ هوي بكين بتشديده على وجوب انه تكون العلاقة بين الجانبين "علاقة خاصة بين دولة واخرى". وتعززت ريبة بكين حيال النظام في تايبه، بانتخاب خصمها تشين شوي بيان رئيساً لتايوان هذا العام. ووافقت الحكومة التايوانية الشهر الجاري، على اجراءات تخترق الحظر المفروض على الروابط المباشرة مع الصين، وفي مقدمها، تشريع عملية نقل البضائع بين الجزيرتين التايوانيتين واقليم فوجيان. وقال رئيس الوزراء التايواني تشانغ تشون هسيونغ ان هذا الانفتاح بين الجانبين هو محاولة لكسر الجمود مع الصين. وكان نظام بكين اصر على رفض اي اتصالات مع الحكومة التايوانية ما لم تتبن مبدأ "صين واحدة". وكان النظام الصيني هدد اكثر من مرة باجتياح تايوان واعادة ضمها بالقوة، في حال اتخاذها اي خطوة في اتجاه اعلان الاستقلال الكامل. ولا تزال بكين تمارس ضغوطاً على المجتمع الدولي لمنعه من الاعتراف رسمياً باستقلالية تايوان.