تحتدم المنافسة بين شركات الاتصالات العاملة في السوق المغربية بدخول «إنوي» ثالث شريك يؤمن خدمات الهاتف الخلوي وإنترنت المحمول، في وقت يعتزم المغرب إطلاق الجيل الرابع من خدمات الهاتف النقال العام المقبل بعد إنجاز الدراسات التقنية والمالية. وقدّرت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات السوق المغربية في العامين المقبلين، بنحو 34 مليون خط خلوي و2,5 مليون مشترك في الإنترنت، وارتفاع حجم إيرادات قطاع الاتصالات إلى 40 بليون درهم (5 بلايين دولار). وتمثل الأجيال الجديدة من خدمات الاتصالات المحمولة نقلة في التطور التكنولوجي، ويتميز الجيل الجديد بدمج خدمات أهمها الإنترنت العالي الصبيب و «جي بي اس» للمواصلات، والاتصالات الفضائية والتلفزيون والإعلام والسياحة وأنظمة المصارف الافتراضية، وهي خدمة باتت تثير اهتمام المصارف التجارية في نقل الأموال بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وُتقدر التحويلات والسياحية ب 13 بليون دولار العام الماضي. ولم تستبعد مصادر إمكان منح تراخيص الجيل الرابع إلى شركات اتصالات أجنبية أو عربية تماشياً مع برنامج تحرير القطاع ومراجعة التنظيمات القانونية وخفض أسعار المكالمات ورسوم الاشتراك. وربطت دخول متعهدين جدد إلى السوق المغربية «بضرورة حفظ توازن السوق وعدم انعكاس تحرير القطاع على الفاعلين الحاليين» في إشارة إلى شركة اتصالات المغرب، التي تراجعت حصتها في السوق المغربية من 64 إلى 60 في المئة توازي20 مليون خط. وحققت الشركة العام الماضي إيرادات بلغت 30 بليون درهم (3,7 بليون دولار) في مقابل تراجع الأرباح واحداً في المئة إلى 1,1بليون دولار. وتملك الحكومة 34 في المئة في «اتصالات المغرب» التي استحوذت عليها «فيفاندي» الفرنسية على مراحل. وتنافسها «ميديل» التي استحوذت عليها مجموعة «فينانس كوم» وأصبحت شركة مغربية بالكامل بعد انسحاب مجموعة «تيليفونيكا» الأسبانية العام الماضي بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية. وتزايد التنافس منذ نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي بدخول شركة «إنوي» سوق الاتصالات المغربية وهي الدرع الخلوي لشركة «وانا» التي تملكها مجموعة «أونا» القابضة العملاقة وتساهم ب 30 في المئة من رأس مالها شركة «زين وأجيال» الكويتية . وقالت الشركة إنها أطلقت 150 ألف خط هاتفي يومياً الأسبوع الماضي بفضل اعتمادها على احتساب الثواني بدلاً من احتساب الدقائق في المكالمات المحلية والدولية. وتتوقع الشركة جلب مئات الآلاف إلى خدماتها التي تشمل الهاتف والإنترنت المحمول «جي 3» . وكانت الشركة الأم «وانا» على حافة الإفلاس قبل ثلاث سنوات، وكلف المساهم الرئيس مجموعة «اونا» المالكة غالبية الأسهم نحو 60 مليون دولار لاستمرار درعها الاتصالي في العمل قبل أن تبيع ثلث الأسهم إلى زين الكويتية العام الماضي . وقالت مصادر إن «اونا» لم تتمكن من ولوج سوق الهاتف الخلوي لاعتماد نظام الاتصال الأميركي «دي إم س» في منطقة تعتمد نظام «جي اس ام» المعمول به في المغرب ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية. وتمثل المنافسة حدثاً جيداً للمستعملين وطالبي العمل من الكفاءات التي بات التنافس عليها قوياً. وتراهن الرباط على إحداث نحو 50 ألف وظيفة في قطاع الاتصالات على مدى السنوات المقبلة بخاصة في «تيكنوبوليس» في سلا شمال الرباط و «وكازا نير شور» جنوبالدارالبيضاء، وهي قرى للتكنولوجيات الحديثة يتم تعميمها على بقية المدن المغربية وتعمل بصيغة «الإفشورينغ». ( الإعفاءات الضريبية). ُيذكر أن شركات اتصالات عربية عدة أبدت اهتماماً بدخول السوق المغربية عبر استحواذ استثماري اقترحته شركات «اتصالات الإمارات» و «اتصالات قطر» و «يوراسكوم المصرية» لشراء حصص في «ميديتيل» التي لا تستبعد التحالف مع شريك خارجي على غرار منافسيها الآخرين.