بيروت - "الحياة"، رويترز- ذكرت مصادر قضائية ل"الحياة" أن أكثر من 60 في المئة من المتعاملين مع العدو الإسرائيلي والذين سلموا أنفسهم الى السلطات اللبنانية عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبلبنان، والذين تمت محاكمتهم من قبل المحكمة العسكرية سيطلق سراحهم خلال الأيام المقبلة بعدما أمضوا عقوبتهم. الى ذلك، كثفت القوات الإسرائيلية من دورياتها قرب منطقة البراد - المطلة في المكان الذي كان من المنتظر وصول بعض اللبنانيين الفارين اليه للاحتفال بعيد الميلاد، وهي تعتبر أقرب منطقة الى الحدود الدولية. وكان بعض اللبنانيين الفارين أقاموا هناك صلاة لمناسبة عيد السيدة العذراء. وركزت قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب بوابة صغيرة لونها أبيض مكان حفرة كبيرة كان حفرها الإسرائيليون إثر انسحابهم من الجنوب في منطقة قرب الحمامص، ويوجد خلف البوابة منطقة عازلة عرضها نحو 200 متر وعمقها 400 متر. ووضعت القوات الدولية شريطاً شائكاً لمنع التسلل أو الوصول الى تلك المنطقة. ويسمع في المناطق القريبة من الحدود الدولية وعلى فترات متقطعة وغير منتظمة بث إذاعة غير معروفة الهوية حتى الآن على الموجة المتوسطة نفسها بتردد 756 ميغاهرتز التي كانت تستخدمها إذاعة "صوت الجنوب". وتبث الإذاعة بعض الأغاني والتعليقات السياسية المناهضة لسورية والخط اللبناني الوطني إلى جانب مقتطفات من الصحف اللبنانية. وكانت "صوت الجنوب" فككت معداتها قبل يومين من الانسحاب الإسرائيلي. وتحتفل المناطق الحدودية بعيدي الميلاد والفطر للمرة الأولى منذ 22 عاماً من دون الاحتلال الإسرائيلي. فيما تنوء القرى تحت وضع اقتصادي صعب. وقالت راهبة في القليعة: إننا نستقبل العيد هذا العام بالحزن والدموع بدلاً من الفرح بالتحرير، والحزن نابع من أن بعض من نحب إما ذهب الى إسرائيل أو هو قابع في السجون. وقال بائع ملابس في البلدة نفسها إنه على رغم حلول الأعياد لم يبع قطعة في متجره علماً أن لديه عروضاً مغرية إذ يقدم في مقابل كل بدلة أخرى هدية. وارتفعت بعض شجيرات الميلاد في المنازل، لكن السيدة جاكلين ابو حمد قالت إن تزيين شجرة الميلاد ليس تعبيراً عن الفرح ولكن لتحرسنا ضد الحظ السيئ. إنه تقليد. وكانت السيدة أبو حمد عادت وأولادها الأربعة من إسرائيل بعدما فرت وعائلتها مع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، وفضّل زوجها البقاء في إسرائيل لأنه خدم في جيش لبنانالجنوبي المتعامل مع إسرائيل لمدة 12 عاماً ويخاف من عقوبة القضاء اللبناني، علماً "أن شقيقي وابنه يمضيان عقوبتيهما في السجن". وتتساوى كفركلا مع القليعة في عدم استقبال العيد بالبهجة. ويقول يوسف شيت وابنه ديب: خسرنا حريتنا وكرامتنا خلال الاحتلال الإسرائيلي لكننا لم نعانِ البطالة والوضع الاقتصادي السيئ كما هي الحال اليوم، كنا سعيدين بالتحرير لكننا الآن نشعر بالوجع، هناك أكثر من 500 شخص حوكموا وعدد آخر ينتظر المحاكمة".