هل فكَّرتَ يوماً في مصدر ثيابك؟ تعالَ معنا لنكتشف مصدر الثّياب التي ترتديها صوالَ العامِ، ونتعرَّفَ على سامي الذي ذهب يوماً إلى البُستانِ ليُقابلَ صفصوف، وزوزو، وقطّونة، ونانا. سامي: "صباحُ الخير يا صفصوف". صفصوف: "صباحُ الخير يا سامي". سامي: "أودُّ أن أسألكَ سُؤالاً". صفصوف: "تفضَّل يا صديقي". سامي: "كيف تُساهمُ في صُنعِ ثياب الإنسان يا صفصوف؟" صفصوف: "أُنظُر إلى هذا الصّوف الذي يُغطّي جسمي. يأتي الإنسان في أوَّل فصل الرَّبيع ومعه مجَزُّ يجُزُّ به صوفي". سامي: "وماذا بعد ذلك؟" صفصوف: "بعد أن يجُزَّ صوفي، يغسلُهُ ويغزِلُهُ خُيوطاً رفيعة". سامي: "وماذا يفعلُ بهذه الخيوطِ الرَّفيعة؟" صفصوف: "عندما يُصبحُ صوفي خُيوطاً رفيعةً ينسُجُ الإنسانُ منها ثياباً يرتديها في فصل الشِّتاء لتحميَهُ من البرد القارس". سامي: "شُكراً على صوفك يا صفصوف الذي أدخل الدِّفء إلى جسمي". وبعد ذلك ذهب سامي لمُقابلةِ زوز عند شجرة التّوت: "صباحُ الخيرِ يا زوز". زوز: "صباحُ الخيرِ يا سامي". سامي: "أودُّ أن أسألكِ سُؤالاً". زوز: "تفضَّل يا صديقي". سامي: "كيفَ تُساهمينَ في صُنع ثياب الإنسان يا زوز؟" زوز: "صحيحٌ أنّني دودةُ قزٍّ صغيرةٌ ولكنَّ نفعي كبير. فأنا آكُلُ التّوت الأخضر وأُخرجُ من فمي خُيوطاً بيضاء أصنعُ منها شرنقةً أنامُ فيها". سامي: "وماذا يحدُثُ بعد ذلك؟" زوز: "أتحوَّلُ إلى فراشةٍ، وأخرُجُ من الشَّرنقة". سامي: "وما الذي يحصل بعدها؟" زوز: "يأتي الإنسانُ ويأخذُ الشَّرنقة ويضعُها في الماء السّاخن، ثمَّ يُعالج خيوط الشَّرنقة برفقٍ ويأخُذُها إلى المصنعِ، فتتحوَّلُ إلى خُيوطٍ صالحةٍ للحياكة". زوز: "وأخيراً ينسجُ الإنسانُ من هذه الخُيوط الحريريّة أثواباً حريريّة". سامي: "ومتى يرتدي الإنسان هذه الثّياب؟" زوز: "يرتديها في فصل الصَّيف". سامي: "شُكراً على حريرك النّاعم يا زوز الذي ساعد أمّي على أن تبدو أكثر جمالاً وتألُّقاً في ثياب السَّهرةِ الحريريّة". وبعدها توجَّه سامي إلى الحقل لمُلاقاة زهرةِ القُطن قطّونة: "صباحُ الخير يا قطّونة". قطّونة: "صباحُ الخيرِ يا سامي". سامي: "أودُّ أن أسألك سُؤالاً". قطّونة: "تفضَّل يا صديقي". سامي: "كيف تُساهمين في صُنع ثياب الإنسان يا قطّونة؟" قطّونة: "إنّني أعيشُ مع صديقاتي زهراتِ القُطن في الحقل. يأتي الإنسان وينتزعُني من النَّبتة". سامي: "وماذا يحدُثُ بعدها". قطّونة: "يأخُذُني إلى المغسلِ، يغسلُني بالماء والصّابون، ويُنشِّفُني، ويُجهِّزُني لأتحوَّل إلى خُيوطٍ دقيقةٍ يستخدمني بعدها للحياكة". سامي: "وما الذي يفعلُهُ الإنسانُ بهذه الخُيوط؟" قطّونة: "يأخُذُ الإنسانُ هذه الخُيوط القُطنيّة إلى المصنعِ ويحوكُ الثّياب التي يرتديها في فصول الرّبيع والخريف والصّيف". سامي: "شُكراً يا قطّونة لأنَّ قُطنك ناعمٌ على جسمي ولا يُزعجُني أثناء اللَّعب". توجَّه سامي بعد ذلك برفقةِ والده إلى مصنع النايلون حيثُ قابلَ قطعةَ القماشِ المصنوعةِ من النّايلونِ نانا. سامي: "مساءُ الخيرِ يا نانا". نانا: "مساءُ النّورِ يا سامي". سامي: "أودُّ أن أسألكِ سُؤالاً". نانا: "تفضَّل يا صديقي". سامي: "لماذا لم أجدكِ في الحقل يا نانا؟" نانا: "أنا مُختلفةٌ عن باقي أنواعِ الأقمشةِ، لأنَّ مصدري إصطناعيُّ، غيرُ طبيعيّ". سامي: "وكيف ذلك؟" نانا: "يصنعُني الإنسانُ من خلال مزجه مواداً كيماويّةً عدّةً، ثمّ يقومُ بمُعالجتي في أفرانٍ درجةُ الحرارة فيها مُرتفعةً جدّاً". سامي: "وبعد ذلك؟" نانا: "يضغطُني عبر فتحات أسطُواناتٍ معدنيَّةَ، فأخرُجُ خُيوطاً دقيقةً، ناعمة الملمس تُشبه نُعومة خُيوطِ الحرير وبريقها". سامي: "وما الذي يُميِّزُكِ عن باقي أنواعِ الخُيوط؟" نانا: "خُيوطي أقوى من خُيوطِ الصّوف والقُطن والحرير. وإنّني لا أتأثَّرُ بالمياه وأجفُّ بسُرعةٍ كبيرة". سامي: "وماذا يصنعُ الإنسانُ من هذه الخُيوط؟" نانا: "يصنعُ منّي الإنسانُ ثياباً للسَّهرةِ، ومعاطف، وكنزاتٍ، وقُمطاناً، وسراويل تُلائمُ مُختلف الأيّام والفصول. كما أُستعملُ في صناعةِ الحبالِ، وشباك الصَّيد، ومُختلف لوازمِ العمل". سامي: "شُكراً يا نانا على قماشكِ وعلى خُيوطكِ اللَّمّاعةِ التي تُزيِّنُ ثيابنا وتزيدُها رونقاً وبهجةً وقُوَّة". والآن أنظُر إلى ثيابك: هل هي مصنوعةٌ من الصّوف، أو الحرير، أو القُطن، أو النّايلون؟ وأيُّها أنعمُ ملمساً وأقوى خيطاً؟ صادرة عن "دار اصالة