} رغم انهيار اسهم شركات عديدة في البورصات وافلاس مواقع كثيرة على شبكة الانترنت سنة 2000، الا ان ثورة شبكة الانترنت تتواصل وبلغ "الاقتصاد الجديد" سن الرشد فجأة بعد ان فقد اوهام سن المراهقة. نيويورك - أ ف ب - يقول جيف مورتون المحلل في مجال الانترنت في شركة الدراسات "بي. سي ديتا" ان "العام الماضي كان عام الوعود. واعتبرت الشركات التي تنطلق عبر شبكة الانترنت ظاهرة ستغير العالم". فمن التجارة الالكترونية الى الموسيقى، قلبت الانترنت الحياة اليومية بسرعة لا سابق لها. ولا تزال الحماسة التي تثيرها هذه الشبكة متواصلة. ويستخدم الشبكة نحو 375 مليون شخص في العالم، اي اكثر من مئة مليون مقارنة بعام 1999. وتزيد الاتصالات بالمواقع باستمرار مع ارتفاع عدد اجهزة الكومبيوتر في المنازل. ويتأكد هذا الميل مجدداً هذه السنة مع اقتراب الاعياد. فقد جذبت الشركة الاولى للتجارة عبرالانترنت، وهي شركة "امازون.كوم" الاميركية، ثلاثة ملايين زبون في تشرين الثاني نوفمبر مقابل 1.8 مليون خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبدأت آفاق جديدة تظهر مع تطوير خدمات نقالة لشبكة الانترنت تسمح بالحصول على نبأ عاجل او ارسال بريد الكتروني او شراء اسهم اينما كان الشخص في اي وقت كان بفضل هاتف نقال او "كومبيوتر الجيب". وتلقى شبكة الانترنت النقالة نجاحاً اكبر في اوروبا واليابان منها في الولاياتالمتحدة حيث تحديث التكنولوجيا يتأخر. ويقول جيف مورتون ان "حجم الشاشات يطرح مشكلة ايضاً. فالاميركيون بطبيعتهم يعشقون كل ما هو ضخم". ومن المؤكد ان الاتصال بشبكة الانترنت عبر اجهزة نقالة سيشكل الميل الرئيسي خلال سنة 2001. لكن الثورة الجديدة على شبكة الانترنت منتظرة في مجال اخر في اطار "الموجة العريضة" التي توفر اتصالاً سريعاً عبر الكيبل او خطوط "ديدجيتال سابسكرايبر لاين" دي. اس. ال الهاتفية. وتسمح هذه التكنولوجيات بالاتصال بالشبكة بسرعة تفوق خمس الى 20 مرة سرعة خط هاتفي عادي. وستصبح مشاهدة فيلم عبر الانترنت أمراً بسيطاً للغاية مع تراجع كبير في الوقت الضروري لانزال الفيلم. ويتوقع اوستان غولسبي استاذ الاقتصاد في جامعة شيكاغو "تطوراً كبيراً جداً للاتصالات السريعة في سنة 2001. هذا سيغير الطريقة التي تستخدم فيها شبكة الانترنت". ففي الولاياتالمتحدة يتوقع ان يحظى 4.8 مليون منزل بوسيلة اتصال سريعة بالانترنت خلال سنة 2001 و24 مليون منزل بحلول سنة 2005 مقارنة بنحو 1.8 مليون سنة 2000، حسب ما تفيد مؤسسة الدراسات "جوبيتر". وعلى رغم هذه القدرات الضخمة، فان "الهجمة على الذهب" التي كانت تشكلها الشبكة قد خفتت. ففي نهاية التسعينات كانت شبكة الانترنت تصنع الثروات بالجملة. فقد وجد شباب لعبوا دوراً رياديا ًفي هذا المجال، انفسهم اصحاب ملايين بين ليلة وضحاها بفضل الحماسة التي تملكت اسواق المال حيال هذا القطاع. لكن سرعان ما تراجعت هذه الحماسة. وفقدت اسهم كانت تتداول باسعار باهظة للغاية كل قيمتها. وقد تراجعت مثلا اسهم "ياهو" من 250 دولاراً في الرابع من كانون الثاني يناير الماضي الى 31 دولاراً في السابع من كانون الاول ديسمبر الجاري. ويشدد مورتون على ان "المستثمرين اليوم ما عادوا يكتفون بالوعود بل يريدون دولارات فعلية اي بكلام اخر مردوداً". وبسبب النقص في رؤوس الاموال تقفل الشركات على شبكة الانترنت الواحدة تلو الاخرى في الولاياتالمتحدة. ويقول مورتون ان "عمليات الافلاس ستتواصل حتى تثبت هذه الشركات انها قادرة على كسب الاموال". وفي هذا الاطار قد تشهد سنة 2001 ظهور اشتراكات ومساهمات مدفوعة عبر شبكة الانترنت. فان مواقع موسيقية مثل "نابستر" و"ام بي3.كوم" تستعد لاطلاق انظمة اشتراك شهرية او سنوية. وتفكر "ياهو" بآلية اشتراك ايضاً. ويقول جيف مرتون "المستخدمون سيحللون الوضع لكن في النهاية قد ينجح هذا النظام".