ما أن وضعت عرابة المافيا النابولية لا كامورّا قدميها خارج بوابة السجن حتى اختفت عن الأنظار كما لو كانت حبة ملح في محيط. فبعدما قضت تيريزا دي لوكا ثلاثة شهور ونصف الشهر في السجن أطلق سراحها من دون أي قيد أو شرط أو حراسة بسبب خلل بريدي في وصول بلاغ الاستجواب الى محاميها . وتعتبر تيريزا دي لوكا إحدى أخطر الشخصيات المافيوية في منطقة نابولي في جنوبإيطاليا، وتولت إدارة العصابة بعد اعتقال عشيقها جوزيبي مورفيلا. واستحقت من قبل زملائها لقب "العرّاب" عن جدارة إجرامية وقدرة عالية. وكان قرار اعتقال تيريزا دي لوكا صدر في منتصف آب أغسطس الماضي بعد مجزرة قام بها أعوانها راح ضحيتها شابان أمرت باغتيالهما بعد الاشتباه في تعاملهما مع عصابة منافسة وأنهما يراقبان منزلها. وتبين أن الشابين كانا غريبين عن أجواء المافيا بشكل كامل وأن طالعهما السيئ قادهما للّقاء تحت شرفة العرابة للإتفاق حول برنامج عطلتهما الصيفية. وعقب عملية القتل تمكنت العرابة من إخفاء أي أثر لها لأكثر من أسبوعين قبل ان يُقبض عليها تحت مظلة شمسية في أحد أفخم شواطئ الجنوب الأيطالي كأية سائحة. ويؤكد العارفون بشؤون المافيا أنه لن يكون من السهل على رجال الشرطة العثور عليها مجدداً اذ من الصعب أن تقع في الخطأ ذاته مرتين.