دل تقرير لمؤسسة التأمين الوطني في اسرائيل على ارتفاع مؤشر الفقر، في العام الماضي مقارنة بالذي سبقه. ووصف وزير الرفاه الاجتماعي رعنان كوهين المعطيات التي تضمنها التقرير بأنها الأخطر منذ سنوات كثيرة. وحسب هذه المعطيات وصل عدد العائلات التي تعيش تحت خطر الفقر الى 308 آلاف عائلة مليون ومئة وثلاثون ألف انسان، أي ما نسبته 19.5 في المئة من السكان - كل اسرائيلي خامس فقير - وافادت المعطيات ان نسبة الاطفال الذين يعيشون ظروف المعاناة والفقر وصلت 26 في المئة - كل طفل رابع فقير - 510 آلاف طفل يعيشون تحت خط الفقر. والاخطر في هذه المعطيات ان البلدات العربية تعاني اشد الأوضاع، خاصة العائلات العربية كثيرة الأولاد أربعة أولاد فما فوق اذ ان اكثر من 61 في المئة من هذه العائلات تقبع تحت خط الفقر وكل طفل عربي ثان يعيش هذه الظروف. أما نسبة الفقر العامة في أوساط العائلات العربية فتصل الى 41.6 في المئة. وان هذه النسب تشكل ثلاثة اضعاف ما هي عليه في الوسط اليهودي. والملفت للانتباه ان العائلات الدينية اليهودية الحريديم كثيرة الأولاد لا تعاني ظاهرة فقر خاصة. واعتبر يوسف سالم الناطق بلسان القائمة العربية الموحدة الارقام الواردة ادانة واضحة للسياسة العنصرية المنهجية لاسرائيل تجاه مواطنيها العرب، مشيراً الى ان ابعاد الفقر الحقيقي أعمق واخطر مما جاء في التقرير. ورأى النقابي جهاد عقل، عضو قيادة نقابة العمال العامة في اسرائيل ان الأرقام تؤكد اتساع الفارق بين الاغنياء والفقراء وتآكل الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنين. وأضاف ان التقرير يشير مجدداً للمأساة التي تعيشها الجماهير العربية فهي تحتل المكان الأول في البطالة والفقر والمنزلة الأخيرة في سلم الاجور لافتاً الى ان البلدات اليهودية التي تعاني فقراً تحظى بعناية الحكومة، بينما يزداد اوضاع البلدات العربية سوءاً. واضاف ان هذه المعطيات تحرم العرب من الحصول على خدمات اساسية وضرورية مثل وسائل العلاج الطبي والتعليم والتربية وتجعل منهم، بالتالي قوة عمل رخيصة وسوداء للاقتصاد الاسرائيلي.