جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت تظاهرة حاشدة تضامناً مع الانتفاضة، شاركت فيها أحزاب وقوى وفصائل لبنانيةوفلسطينية، ورفعت خلالها رايات "حزب الله" ولافتات تدعو الى المقاومة من اجل تحرير فلسطين. تقدم المتظاهرين علمٌ فلسطيني ضخم، ورفعت لوحات عن المسجد الأقصى، ولافتات تؤكد ان "القدس لنا"، وان "اسرائيل ستزول حتماً ولن يبقى لها اثر في هذا الوجود" وذيلت بمعظمها بتوقيع "حزب الله". وشارك في التظاهرة رجال دين ونواب وشخصيات سياسية، وردد المتظاهرون هتافات ضد اسرائيل وأخرى تدعو الى ممارسة العمل الفدائي، وأحرقوا دمية ترمز الى اسرائيل والولايات المتحدة. وتحدث في المتظاهرين رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، معتبراً ان الانتفاضة "رسالة لاسقاط خيار التفاوض". وأكد ان سياسة حزبي ليكود والعمل الاسرائيليين واحدة، رافضاً العودة الى المفاوضات. وإذ استنكر بقاء عدد من المسؤولين من "حماس" في سجون السلطة الفلسطينية، دعا الى تصعيد الانتفاضة، وطالب السلطة الفلسطينية "بالعودة الى الشارع للخروج من مأزقها". واعتبر نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك خضع لاعلان الانتفاضة في نعي حكمه واستعداده لانتخابات مبكرة". وقال انه "شبيه بالليكود ولا فارق بين القادة الاسرائيليين". وأضاف: "لو طرحت قضية القدس واللاجئين منذ اللحظة الأولى لمؤتمر مدريد لما حصل اوسلو، ولما أمكن ان يُخدع بعض الفلسطينيين. ويمكننا القول ان المنطقة دخلت تاريخاً جديداً بعد التحرير في لبنان، واننا اليوم في عصر سقوط المشروع الاسرائيلي". ودعا الى "تطوير تدريجي للمقاومة لأن اسرائيل لا تفهم الا لغة السلاح"، مؤكداً "ان حزب الله الى جانب الانتفاضة والشعب الفلسطيني بكل المستلزمات التي يتطلبها هذا الوقوف". وقال: "لن نقف لننظر من بعيد انما نحن معنيون ولنا علاقة بما يحدث في هذه المنطقة". وأضاف: "نقول للذين يراهنون على تغييرات معينة بضغوط سياسية على موقفنا، اننا سنعمل جاهدين لتحرير مزارع شبعا بالمقاومة المسلحة ومن كان قادراً على اخراج اسرائيل بالسر، حتى لا تدفع اثماناً كبرى، فليجرب حظه. لكننا نحن لن نجرب حظنا، بل سنسلك درب المقاومة ولتصنع اسرائيل ما تشاء". الى ذلك، اعتبر "المنبر الديموقراطي" الذي يترأسه النائب السابق حبيب صادق ان الانتفاضة الجديدة "معركة استقلال وطني"، مؤكداً ان "للبنانيين مصلحة في تقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني في كفاحه". ودعا الى الاسهام في حملة دعم شاملة، عبر التبرع بالدم او المال، وتحديد أسرّة كافية لاستقبال جرحى الانتفاضة في المستشفيات اللبنانية، وطالب الحكومة اللبنانية بمعاودة النظر في تعاملها مع الوجود الفلسطيني، داعياً الى اعتصام امام مبنى الأممالمتحدة في بيروت الخميس المقبل تضامناً مع الانتفاضة. ووقع "بيان الاستقلال للشعب الفلسطيني" الذي أعده "المنبر" نحو 150 مثقفاً لبنانياً.