وسائل تخفيض الوزن لا تحصى، حبوب، أعشاب، أدوات رياضية... إلخ جميعها باهظة الثمن. والدعايات لا تنتهي. لا أحد يتساءل عن صحة كون النحافة "سر الجمال" الى أن يقرّر التجار عكس ذلك، ووسائل الإعلام الأخرى من أفلام ومسلسلات وحتى برامج مخصصة للأطفال فقط. حيث تتمثّل الفتاة الجميلة التي تحصل على إعجاب الجميع بنموذجٍ واحدٍ: فتاة ممشوقة القامة نحيفة. هكذا تتهافت الفتيات الى تخفيض وزنهن بأيّ ثمن لا لمعرفتهن بأضرار البدانة بل للحصول على الإعجاب والنجاح في المجتمع. إلاّ أن بعضهن يجعل من الأمر هاجسه الوحيد الى حدّ المرض، مما يسبّب خللاً في النظام الغذائي. من أهم تلك الأمراض النفسية: ال Bulimia وهو شره مرضي وال Anorexia وهو فقدان الشهية. على رغم أن المرضين ينبعان من الأسباب نفسها إلاّ أن أعراضهما مختلفة. الذين يعانون من البوليميا يجدون أنفسهم يستهلكون كميّات هائلة من الطعام بالأخص الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية وبوقتٍ قصير جدّاً، من ثمّ يعمدون الى التخلص من هذا الطعام الزائد عبر التقيّؤ والتريّض المكثّف ثم الانقطاع عن الطعام الى أن يشعروا بالجوع الشديد فينكبون على الأكل مجدّداً ثم يتقيأون، وهكذا دواليك. الاستمرار على هذه الحال يؤدي الى أمراضٍ جسدية خطرة، إذ يجفّ الجسم من الماء ويفقد الكثير من الفيتامينات الضرورية. كما تؤدي تقلبات الوزن الى تقلب في الهورمونات وبالتالي خللٍ في الدورة الشهرية عند الفتيات. أما الذين يعانون من ال Anorexia فيملكون صورة غير صحيحة عن أجسامهم فمهما بلغوا من النحافة يستمرون بالاعتقاد أن وزنهم زائد فيستمرون بتجويع أنفسهم مما يعرضهم لخطر الموت بسبب سوء التغذية والهزال الشديد، إذ تضعف عضلات الجسم وتنخفض سرعة دقات القلب إضافة الى تساقط الشعر. وهم عادةً مثاليون يسعون دائماً الى الكمال ولا يملكون الثقة بالنفس. فيشعرون بنوعٍ من القوة والسيطرة على النفس بالامتناع عن الطعام. للأسف معظمهم يعرف كيفية إخفاء مرضه فلا يدعون أحداً يلاحظ التقيؤ أو استهلاكهم لحبوب تخفيض الوزن... إلخ. ولا يمكننا أن نستنتج الكثير من خلال المظهر الخارجي اذ ليس كلّ شخصٍ هزيلٍ يعاني من Anorexia كما أن الذين يعانون من ال Bulimia يملكون عادة وزناًً طبيعياً يتراوح بين المعدل والوزن الزائد قليلاً. بالطبع، لا يتحمل المجتمع أو الإعلام وحده المسؤولية، فليس كلّ من اهتم بوزنه اهتماماً زائداً يعاني بالضرورة من تلك الأمراض النفسية. فالذين يعانون من Bolimia أو ال Anorexia أو الإثنين معاً، يعانون عادةً من مشكلات شخصية وعائلية أيضاً. يرزحون تحت وطأة مشكلاتهم وآلامهم، فيلتفتون نحو الطعام كوسيلة للشعور بالراحة وكأنهم يدفنون آلامهم تحت كميات الطعام الهائلة التي يبتلعونها أو يعمدون الى تجويع أنفسهم كتعبيرٍ عن غضبهم وللاقتصاص من أنفسهم إذ غالباً ما يشعرون بالذنب وكره الذات في الوقت نفسه. بسبب عدم الثقة التي يتميزّون بها. تراهم يسعون للحصول على جسم جميل كي يقبلهم المجتمع لأنهم مقتنعون أن الآخرين لن يكنوا لهم الإعجاب والاحترام والمحبة إذا ما عرفوهم على حقيقتهم. للتخلص من هذين المرضين يجب ان تعالج المشكلة من جميع الجهات. بمساعدة الطبيب النفسي يتعلم المريض كيف يحرر نفسه من مشكلاته وأمراضه النفسية وكيفية تعزيز ثقته بنفسه. كما أن المعالجة الجسدية واتباع نصائح إخصائيّ التغذية ضروريان أيضاً.