} شهدت الساحة الحزبية في إسرائيل، أمس، فصلاً آخر من "مسرحية الانتخابات" أو "السيرك"، على حد تعبير الصحافي ناحوم بارنياع. وقضى الإسرائيليون ليلة أخرى من دون أن يعلموا بما أسفر عنه تصويت نواب الكنيست في ساعة متقدمة من الليل على مشروعي "قانون نتانياهو"، الذي يسمح لرئيس حكومة سابق بالمنافسة على رئاسة الحكومة، وقانون حل الكنيست، بالقراءتين الثانية والثالثة. مرة أخرى يقرر الحاخام العجوز عوفاديا يوسف في شؤون دولة إسرائيل ومصير حكومتها وبرلمانها. فبعد أيام من الترقب، رفض يوسف، رئيس مجلس الحاخامات الذي يدير أمور حركة شاس الدينية الشرقية، الاذعان لشروط بنيامين نتانياهو، بأن تصوّت الحركة إلى جانب حل الكنيست واجراء انتخابات عامة. وهكذا فإنه سيشارك فقط في انتخابات رئاسة الحكومة. وأعلن يوسف أن حركته تؤيد تعديل القانون الذي يسمح لنتانياهو بترشيح نفسه - على رغم معارضة نتانياهو نفسه - وأنها تناشد نتانياهو بالمنافسة على رئاسة الحكومة. وأشار الزعيم السياسي لحركة شاس ايلي بيشاي أنه في حال رفض نتانياهو المنافسة على رئاسة الحكومة، فإنه سيدعو للتصويت لارييل شارون "فقط، لا لباراك، الذي تنازل تنازلات كثيرة في المفاوضات مع الفلسطينيين". ومساء أمس صادقت الكنيست بالقراءة الأولى وبغالبية الأصوات 63 نائباً ومعارضة 46 على "قانون نتانياهو"، ويفترض أنها رفضت، في منتصف الليل مشروع قانون حل الكنيست. ولفت الانتباه تصويت عدد من الكتل لصالح "قانون نتانياهو"، فقد صوتت حركة شاس إلى جانب القانون وسط استطلاعات الرأي التي تفيد بخسارة نصف مقاعدها الحالية 17 في حال اجراء انتخابات عامة واحتمال ان يخوض معسكر زعيم الحزب السابق ارييه درعي، القابع في السجن بعد ادانته بالفساد والمحسوبية، الانتخابات، مما يضعف الحركة أكثر وأكثر. وصوّت جميع نواب "العمل" إلى جانب القانون تحت غطاء "منح إمكان الترشيح لكل من يرغب بذلك"، فيما كان واضحاً أن حزب العمل آخر من يرغب في اجراء انتخابات عامة سيهزم فيها شر هزيمة، حسب كل الاستطلاعات. لكن أكثر ما لفت الانتباه تصويت نواب الكتل العربية، باستثناء النائب عزمي بشارة، إلى جانب القانون، بعد أقل من أسبوع من معارضتهم الشديدة له، لكونه غير ديموقراطي جاء ليخدم رجلاً واحداً. ورأى معلقون ان النواب العرب بتصويتهم هذا إنما عبروا عن موقفهم الحقيقي بعدم حل الكنيست واجراء انتخابات عامة، على رغم موقفهم المغاير في الماضي القريب. وأثار تصويت النواب العرب هذا استهزاء في أوساط النواب المعارضين له، وتساءلوا كيف يمكن للنواب العرب أن يؤيدوا عودة تبدو أكيدة لنتانياهو لرئاسة الحكومة، إذا ما قبل أن يخوض الانتخابات حتى ان لم تحل الكنسيت. وعملياً، انقذ موقف النواب العرب حركة شاس من الاحراج، إذ أن عدم تمرير القانون بغالبية 61 نائباً على الأقل، كان سيرغم نواب شاس على تأييد قانون حل الكنيست. وكرر نتانياهو موقفه بأنه لن يخوض الانتخابات إذا لم تتم المصادقة على حل الكنيست، لكنه قال إنه سيخوض الانتخابات الداخلية لزعامة ليكود اليوم وينافسه فيها ارييل شارون. ويهدف نتانياهو من مشاركته في هذه الانتخابات، وفوزه المتوقع فيها، تشكيل ضغط على نواب شاس لكي يؤيدوا حل الكنيست. وفي الطرف الآخر، واصل شمعون بيريز التزام الصمت بشأن هل سيرشح نفسه لرئاسة الحكومة لينافس باراك ومرشح ليكود. وقد يعلن بيريز موقفه اليوم إذا اتضحت الصورة نهائياً في مسألة الانتخابات التي ستجري لرئاسة الحكومة أم انتخابات عامة أيضاً. وأرجأ النواب العرب الاجتماع الذي كان مقرراً أن يعقدوه أمس لبت مسألة ترشيح أحدهم لرئاسة الحكومة. وجاء الإرجاء انتظاراً للمستجدات. ومن المفروض أن يجتمعوا لهذا الغرض غداً الأربعاء. وأمس حصل النائب أحمد الطيبي على النماذج الخاصة بالترشيح لرئاسة الحكومة من لجنة الانتخابات المركزية، لكنه لم يقدمها بعد. كما يتوقع أن يعلن النائب عبدالمالك دهامشة القائمة العربية الموحدة ترشيح نفسه أمام النواب العرب ليحصل على تأييدهم.