واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب - تنحدر عائلة بوش من بلدة ميسينغ الصغيرة في مقاطعة اسيكس جنوب شرقي بريطانيا التي احتفلت للمرة الثانية امس، بفوز احد "ابنائها" جورج بوش في الانتخابات الرئاسية الاميركية. وكان الجد الاكبر رينولد بوش هاجر من ميسينغ التي تضم اليوم 350 نسمة الى نيوانغلاند عام 1631، اي بعد 11 عاماً على وصول اول المستوطنين الى الولاياتالمتحدة. ولطالما كان جورج بوش الأب متردداً في الاعتراف بأصوله البريطانية، مفضلاً ان يعرف انه اميركي اصيل من كونيتيكيت، علماً ان عائلات اكثر من نصف رؤساء الولاياتالمتحدة 23 يتحدرون من بريطانيا وايرلندا الشمالية 9 خصوصاً رونالد ريغان وجون كينيدي. اما بالنسبة الى الرئيس الجديد جورج دبليو بوش، فدخل التاريخ على انه اول ابن رئيس يخلف أباه في المنصب، منذ عام 1824 حين خلف جون كوينسي ادامز والده جون ادامز في الرئاسة. ويملك بوش الابن خبرة مدتها ست سنوات في تولي منصب عام هو حاكم تكساس الذي انتزعه عام 1994من الحاكم الديموقراطي آن ريتشاردز الذي كان يتمتع بشعبية على رغم فظاظته. وغمز ريتشاردز في حينه من قناة بوش الابن، واصفاً اياه ب"الامير جورج"، مشيراً الى انه يعول على والده. لكن بوش الابن رد قائلاً: "ورثت عن والدي كل اعدائه ونصف اصدقائه". والواقع ان رحلة بوش الابن في الحياة لم تكن سهلة، اذ فشل عام 1978 في الدخول الى الكونغرس، ثم عمل كوالده في مجال النفط في تكساس، لكنه افلس مرتين، قبل ان يعمل مستشاراً في حملة والده الانتخابية، ليغادر واشنطن بعد فوز الاخير بالرئاسة عام 1989. وعاد الى تكساس حيث بدأ نجمه يصعد حين تولى العلاقات العامة لفريق "تكساس رينجرز" لكرة السلة. وكان استدان 600 الف دولار ليصبح شريكاً بنسة 2 في المئة في ملكية الفريق. ومنذ توليه منصب حاكم تكساس عمد بوش مراراً الى التعاون مع الديموقراطيين في الولاية لتمرير مشاريعه، وتميز بقدرته على ايجاد توافق بين الحزبين.