عندما يقوم رئيس اميركي سابق "من عيار" جورج بوش بزيارة الى الخارج في وقت يمر البيت الأبيض في ازمة تعتبر سابقة، يصبح صعباً على الصحافيين تفادي الخوض في الموضوع معه، خصوصاً ان نجله الأكبر بات من ابرز المرشحين في الاستحقاق الرئاسي المقرر عام 2001. وطبيعي ان يبدي بوش ثقة بعودة جمهوري الى سدة الرئاسة "لأسباب عدة" كما يقول، لكن الرئيس السابق الذي يزور اليابان، يفضل ان يكون متحفظاً في الاجابة عن اسئلة في شأن حظوظ جورج بوش الابن. ويكتفي بالقول ان ابنه الذي يشغل الآن منصب حاكم ولاية تكساس، "مرشح جيّد للرئاسة ولكن يجب اولاً انتقاؤه من مرشحين آخرين، بينهم بارزون مثل دان كويل" النائب السابق للرئيس في عهده. وإذا كان بوش يرى ان الرئيس المقبل للولايات المتحدة يجب ان يجمع صفتين في آن، "المرونة والقوة"، فانه يحجم عن القول هل يتمتع ابنه الأكبر بهما. والواقع ان اثنين على الأقل من الابناء الأربعة للرئيس السابق، نجحا في تثبيت قدميهما في الساحة السياسية في اميركا. ففي وقت يتوقع ان يحتفظ جورج بوش الابن 52 سنة بمنصبه حاكماً لتكساس في الانتخابات الاشتراعية المقررة الشهر المقبل، بات شقيقه الاصغر جون ايليس بوش الملقب بپ"جاب" 45 سنة مرشحاً لخطف منصب حاكم ولاية فلوريدا من منافسه الديموقراطي. ولم يعد الاخوان بوش في نظر كثيرين، بمن فيهم منافسوهما الديموقراطيون مجرد "فرعين" من شجرة ابيهما، بل ان نجاحهما وتقدمهما في الاستطلاعات ذكّرا الاميركيين بنيلسون ووينتورب روكفلر، نجلي الرئيس الراحل اللذين انتزعا حاكمية ولايتي نيويورك واركنساو قبل عشرين سنة. وإذا كان اي من نجلي روكفلر لم ينجح في المضي قدماً نحو البيت الأبيض، فان الظروف الآن ترشح جورج بوش الابن للسير على خطى جون كوينسي آدامز نجل الرئيس الراحل الذي سجّل سابقة في تاريخ السياسة الاميركية بوصوله الى الرئاسة عام 1824. وعلى رغم ان بوش وابنيه يتفادون الحديث عن اطماع في عودة احد رموز العائلة الى البيت الأبيض، فان كثيرين من المراقبين بدأوا يتحدثون عن "سلالة بوش". ولا يستبعد هؤلاء ان يعود جورج بوش آخر الى الرئاسة، خصوصاً اذا قرر الجمهوريون الذين يفتقرون الآن الى مرشح جدي، الاستفادة من سمعة الرئيس السابق وجذوره للتسلق الى البيت الأبيض