أشادت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أُولبرايت أمس بسياسات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، لكنها قالت ان الجزائر تحتاج "الى ترتيب بيتها من الداخل". وجاء كلامها مع اشتداد حدة المواجهات التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 38 شخصاً في يومين. بودابست، الجزائر - رويترز، ا ف ب - قالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان الجزائر تريد عقب اظهارها "مهاراتها القيادية" بتوسطها في اتفاق سلام وقع الثلثاء بين اثيوبيا واريتريا، ان تحسن علاقاتها بالولاياتالمتحدة والدول الاخرى. وأجرت اولبرايت محادثات منفصلة مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قبيل حفلة توقيع اتفاق السلام. ويتولى الرئيس الجزائري رئاسة منظمة الوحدة الافريقية. وقالت اولبرايت للصحافيين في طريقها الى هنغاريا في نهاية رحلة قادتها الى جنوب افريقيا وموريشيوس وبوتسوانا والجزائر: "اعتقد انه بوتفليقة يريد ان يرى علاقات مختلفة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر". واضافت انه سيكون مفيداً للولايات المتحدة النظر في وسائل تحقيق ذلك، وان الجزائر ترى انها ليست فقط دولة افريقية بل دولة متوسطية ايضاً. وأضافت: "اعتقد ان بوتفليقة يحاول بكل جد مع شعبه القيام ببعض الاصلاحات ودفع العملية قدماً". وقالت انها ناقشت أيضا اثناء وجودها في الجزائر، خصوصاً مع وزير الخارجية عبدالعزيز بلخادم، وجهات النظر العربية والاسلامية في شأن ازمة الشرق الاوسط. وأوضحت ان الجزائر يمكن ان تكون "ذات فائدة جوهرية" في مساعدة المنطقة. وقالت انها ناقشت وبوتفليقة كيف ان العلاقات بين بلديهما لم تكن مثمرة لسنوات عديدة. وتابعت: "لا اريد المبالغة، لكنه رجل مثير للاهتمام. لديه رغبة في توسيع مجال علاقاته لكن يجب ان أرى الى اين يقودنا ذلك". واردفت ان الجزائر تحتاج الى التعامل ليس فقط مع الولاياتالمتحدة بل أيضاً مع المؤسسات المالية الدولية وتحتاج "الى ترتيب البيت من الداخل". واتسمت رئاسة بوتفليقة بجهود لانهاء عنف المتمردين الساعين الى اقامة دولة اصولية اسلامية. وأصدر بوتفليقة عفواً عن الاف من أعضاء الجماعات الاسلامية الذين القوا السلاح. الى ذلك، قالت صحف جزائرية ان 38 شخصاً، بينهم ما لا يقل عن 24 مسلحاً إسلامياً، قتلوا في اليومين الماضيين في مواجهات دامية. وأُفيد ان قوات من الجيش مدعومة بطائرات مروحية وزوارق حربية هاجمت مخابئ جماعات مسلحة في برج طاهر، جنوب مدينة جيجل الساحلية 360 كلم شرق العاصمة. وكتبت "الوطن" ان "الهجوم العسكري الذي لا يزال مستمراً، أدى، بحسب حصيلة أولية، الى القضاء على 19 ارهابياً في غابة برج طاهر". وأوردت صحيفة "ليبرتي" ان خمسة "إرهابيين" آخرين قتلوا في عملية أخرى للجيش في تزغيت 70 كلم شرق العاصمة. وأفادت صحف ان تسعة حراس بلديين وخمسة جنود قتلوا الثلثاء في كمائن نصبتها مجموعات اسلامية مسلحة في مناطق جيجل شرق ومعسكر غرب. كما اصيب رئيس بلدية برج ثار في منطقة جيجل شرق العاصمة وثلاثة حراس بلديين بجروح في الكمين. وفي اسطنبول في منطقة معسكر 340 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة اصيب عشرة جنود بجروح.