مَن يزور معرض الستة التشكيلي الذي أقيم أخيراً في جدة وشارك فيه الفنانون التشيكليون: طه صبان وعبدالله نواوي وعبدالله حماس وشاليمار شربتلي ونوال مصلي ورضية برقاوي، سيجد أعمالاً تشكيلية أخلصت للفن كل على طريقته واختلفت التقنيات في جزئياتها من فنان الى آخر وإن كانت تقنيات الرجل أكثر وضوحاً وجرأة. طه صبان ما زال يبحر في اللون مازجاً الواقع بالمتخيل في أفق يؤسس له رؤية وفق تجاربه الممتدة عبر الزمن. أما عبدالله حماس فيستخدم تقنيات تسود الآن في الفن التشكيلي وذلك عبر خامات خارجة عن اللون. فهو استخدم الخيش والسجاد في تجسيد لوحته متداخلاً مع المهمل ومدخلاً إياه ضمن أفق اللوحة. وارتكز الفنان عبدالله نواوي على التواصل مع مفردات البيئة وتشكيلها وفق المنحنيات الدالة على التمازج مع المفردات البيئية. وأظهرت الفنانة شاليمار شربتلي نضجاً فنياً متقدماً من خلال لوحات تداخلت مع المنجز التشكيلي في تقنيات فنية متقدمة بينما عنيت الفنانة نوال مصلي بنقل المكان الجغرافي لتضاريس السعودية من خلال الألوان وقد حاولت مزجها بصورة تمكنها من خلق الدهشة عند المتلقي. وغلبت على لوحات رضية برقاوي نزعة العمق وكأنها تطالب المتلقي بالدخول معها في لعبة الإحراز متنقلة بين التعبيري والسريالي وقاصدة إخفاء المعالم والصفات الظاهرة في الشكل، متخذة من الموت موضوعة غلفت بها لوحاتها إذ ظهرت شخوصها مرتدية البياض رمزاً للكفن. الملاحظة المهمة التي يمكن تسجيلها هنا أن الفن التشكيلي في السعودية يوغل في تجاربه وينشط من خلال المعارض التي تقام في مدن المملكة المختلفة في غياب المتلقي أو المتواصل مع هذه الأعمال مع افتقار حاد الى تنمية الذوق الفني البصري لدى المتلقين.