اعتبر نقاد مصريون أن معرض «إبداعات تشكيلية سعودية»، الذي أقيم أخيراً في القاهرة، يُعد بحق مساحة متألقة تمثل جزءاً من بانوراما المشهد التشكيلي بالمملكة، لافتين إلى أنها مساحة تعكس ما يشهده تطور الابداع في السعودية والذي استلهم مدارس الفن الحديث بل واحدث الاتجاهات في العالم انطلاقاً من روح الحضارة العربية وتُمثل الموروثات التراثية البصرية. وقال الناقد صلاح بيصار في ندوة عقدت على هامش المعرض في قصر الفنون بدار الأوبرا وشارك بها عدد من النقاد المميزين، محمد كمال والفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنانة السعودية شاليمار شربتلي ومدير أتيليه جدة هشام قنديل، وأدار الندوة مدير قصر الفنون محمد طلعت: نلتقي مع التعبيرية التجريدية او التجريد الخالص والذي يمثل عمق الحداثة والتعبيرية التشخيصية والتعبيرية الحروفية، وفن البوب او فن الثقافة الجماهيرية مع الفن المفاهيمي، متمثلاً في التجهيز في الفراغ والذي يعد من فنون ما بعد الحداثة، تلك الفنون التي ظهرت في الثلث الأخير من القرن الماضى وواكبت الثورة الرقمية للميديا الحديثة». واستعرض بيصار التجارب السعودية بدأها بتجربة الفنان: عبدالله حماس، وأعمال عوضه الزهرانى وفهد الحجيلان محمد العبلان الفنان محمد الغامدى والفنان وهيب زقزوق واحمد حسين والفنان الناقد عبدالرحمن السليمان والفنان عبدالرحمن المغربي. ومن خلال قراءة سريعة في تجربة التصوير التجريدي السعودي، أضاف: «يبدو لنا المشهد في مساحة متسعة، تمتد من اعماق التراث الى آفاق الحداثة ومن التجريد الخالص الى تلك الملامح والايماءات التشخيصية والتي تجسد بقايا الاشياء، بمعنى آخر روح الأشياء وعمقها في ايقاعات بصرية، كل ايقاع شخصية متفردة تختلف من فنان الى آخر بعمق الحاضر والتاريخ». فيما استعرض الناقد محمد كمال بعض الأعمال المشاركة في المعرض بالنقد والتحليل، خصوصاً أعمال طه الصبان وعبدالله حماس وشاليمار شربتلي وعبدالرحمن السليمان وعبدالرحمن المغربي وأوضح كمال «إن الحركة التشكيلية السعودية شهدت نقلة هائلة خلال المرحلة الأخيرة، وان بداية نضوج هذه الحركة بدءاً مع ظهور بيت الفنانين التشكيليين بجدة خصوصاً في عصره الذهبي، مع إدارة الفنان طه الصبان حيث كانت تعقد الحوارات والندوات الثقافية وورش العمل، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد أبرزهم عبدالله مناع وسعيد السر يحيى والروائي عبدالعزيز مشري والناقد فايز أبا وغيرهم. وأشار كمال إلى الدور الرائد والفعال الذي قام به الدكتور محمد سعيد فارسي في جعل مدينة جدة مدينة تشكيلية كبرى تزخر بالمجسمات لكبار النحاتين العالمين والعرب والسعوديين». وقالت الفنانة شاليمار شربتلي إنها سعيدة بالمشاركة وللمرة الثانية في هذا الحدث التشكيلي الكبير، وان الحركة التشكيلية السعودية أصبحت بالفعل حركة راسخة وضاربة الجذور، ولم تعد بعد حركة صاعدة ويشهد على ذلك هذا المعرض، الذي يشارك به 24 فناناً وفنانة مختلفي المشارب والاتجاهات. وفي كلمته، قال الفنان محسن شعلان انه دُهش بمستوى المعرض الرائع والذي اقترب إلى حد بعيد من مستوى البيناليات العالمية، وانه بالفعل قام بتسجيل وتوثيق هذا الحدث في بنك معلومات قطاع الفنون التشكيلية بمصر. أما مدير اتيليه جدة هشام قنديل فاستعرض في كلمته كل الأسماء المشاركة في المعرض مؤكداً «أن كوكبة من نجوم الفن التشكيلي السعودي سطعت في سماء قاهرة المعز حاملة معها رائحة جديدة ونفساً خاصاً له سحره وجاذبيته وأبجدياته لتزدان قاعات قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، بما يوقد حلقات النقاش الثري المفضي إلى حركة فنية حية تتقدم كل يوم خطوة محسوبة بدقة، وان بدا للغير أنها محض تنقلات عشوائية، فمن إعادة صياغة التراث والاحتفاء بمفرداته إلى خوض غمار التجريب ومن استخدام الرموز والوحدات الزخرفية القديمة إلى التمرد عليها بأعمال تنتمي لفن ما بعد الحداثة. جانب من الندوة. (الحياة)