رجحت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" أن تكون نزاعات شخصية وراء انفجارين في سيارتين بريطانيتين، الشهر الماضي في الرياض. وتأكد أمس ان سلطات الأمن السعودية ألقت القبض، قبل أكثر من أسبوع، على مواطن أميركي يشتبه بعلاقة له بالحادثين اللذين أسفرا عن قتيل وأربعة جرحى. وفيما التزمت الجهات الأمنية السعودية الصمت ازاء التحقيقات في الحادثين، تتوقع مصادر ديبلوماسية غربية أن تكتمل التحقيقات قريباً، وان يعلن عنها في الأيام المقبلة. وأكد ناطق باسم السفارة الأميركية في الرياض نبأ القبض على المواطن الأميركي مايكل سيدلاك المقيم في السعودية منذ سنوات عدة ويعمل في إحدى الشركات الخاصة في الرياض. وقال الناطق "إنه لم يوجه حتى الآن أي اتهام رسمي إلى المواطن الأميركي بأن له علاقة في التفجيرين". ولكن يلاحظ أن الأميركي سيدلاك موقوف منذ أكثر من أسبوع، وقد زاره قنصل أميركي يوم السبت الماضي، الأمر الذي يشير إلى أن المسألة ليست استجواباً فقط، ولا شك ان السلطات الأمنية السعودية اوقفته بعد توصلها إلى معلومات أكيدة بأنه على علاقة بالحادث. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية في الرياض إن المعلومات التي استقتها من التحقيقات الجارية تشير إلى أن نزاعات شخصية بين مقيمين أجانب، ليس لسعوديين أو لعرب علاقة بها، هي وراء حادثي التفجير اللذين وقع أولهما يوم 17 تشرين الثاني نوفمبر الماضي في سيارة كان يقودها البريطاني كريستوفر رودوي وزوجته فقتل وجرحت زوجته. أما الحادث الثاني فوقع في سيارة أخرى بعد أسبوع من الانفجار الأول وأدى إلى جرح ثلاثة بريطانيين كانوا يستقلونها. وعلمت "الحياة" أن السلطات السعودية أطلعت السلطات البريطانية المعنية على التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، إذ قدم ثلاثة ضباط من سكوتلانديارد إلى الرياض لمعرفة أبعاد الانفجارين اللذين استهدفا بريطانيين، وقام هؤلاء باجراء تحريات بين أفراد الجالية البريطانية. وتأكد من التحقيقات التي اطلع عليها البريطانيون ان ليس وراء الانفجارين ما يشير إلى دوافع سياسية، الأمر الذي أزال مخاوف الجالية البريطانية والجاليات الأجنبية المقيمة في السعودية. وعلم ان حادث التفجير الثاني، الذي وقع يوم 23 تشرين الثاني، كشف للأجهزة الأمنية الكثير من المعلومات التي كانت تبحث عنها بشأن الحادثين. ويلاحظ المراقبون ان السلطات السعودية سمحت لجين رودوي، زوجة القتيل البريطاني في الانفجار الأول، بمغادرة السعودية يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد أيام قليلة من اعتقال المقيم الأميركي المشتبه بأن له علاقة بالحادثين.