مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ما تردد عن تحديد مدة سنتين لانسحاب القوات السعودية من مواقعها السابقة قبل توقيع المعاهدة الحدودية بين المملكة واليمن. وقال الأمير سلطان في مؤتمر صحافي عقده في وقت مبكر صباح أمس مع رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني، بعد اختتام اجتماع مجلس التنسيق اليمني - السعودي، إنه "لا توجد مدة سنتين ولا تأخير في موضوع الانسحاب، بل هناك مواعيد متفق عليها بين الجانبين، وهي لا تزيد على عدة أشهر للانسحاب". وزاد: "الهدف من هذه الأشهر هو ان الجانب اليمني لا يريد أي اضرار بالقوات السعودية"، مشيراً إلى أنها ستنسحب في الوقت المحدد لها، ومؤكداً أن ذلك لا يمنع اليمن من استثمار المواقع الحدودية سواء كانت فيها القوات السعودية أم لا. وشدد الأمير سلطان على أن البيان الختامي لاجتماع مجلس التنسيق، والذي كان متوقعاً صدوره ليل أمس، سيكون ساراً للطرفين وللشعبين، معتبراً أن "الدورة الحالية للمجلس ليست سوى لبنة وخطوة أولى في مجال التعاون بين الطرفين". وأضاف: "لا يمكن تحقيق النتائج الايجابية في غضون 24 ساعة". ودعا رجال القبائل الحدودية بين البلدين إلى تغليب المصالح العامة على المصلحة الشخصية، تعليقاً على معلومات أشارت إلى تحفظات لدى بعض القبائل اليمنية في ما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود. أما الارياني فأعلن أن مشاركة القطاع الخاص في البلدين في الاستثمارات حظيت بمناقشة واسعة، مشيراً إلى أن اليمن رحب على لسان الرئيس علي عبدالله صالح بالاستثمار، خصوصاً السعودي - اليمني المشترك. واعتبر ان "الآفاق مفتوحة لكل أنواع التعاون، خصوصاً التعاون الاقتصادي"، معرباً عن ثقته بأن "الكثير من النتائج سيتحقق بفضل معاهدة جدة" الحدودية، التي وصفها بأنها "المفتاح" للعلاقات بين البلدين. وذكر ان مجلس التنسيق، وبمبادرة من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، سينعقد كل 6 شهور بالتناوب بين البلدين، معتبراً تحديد المواعيد خطوة ايجابية. وكان مجلس التنسيق أنهى فجر أمس اجتماعه، وقالت مصادر يمنية ل"الحياة" إن الجانبين اتفقا على اجتماع قريب لوزيري المال السعودي واليمني، سيحضره ممثلون عن صندوق التنمية السعودي لبحث الاجراءات القانونية في شأن اعفاء اليمن من الديون المستحقة للسعودية أو من بعضها. وأشارت المصادر إلى أن وفداً من الصندوق سيزور اليمن، فيما أكدت مصادر أخرى ل"الحياة" ان وفداً من رجال الأعمال السعوديين سيقوم بزيارة مماثلة على الأرجح منتصف الشهر المقبل، للاطلاع على فرص الاستثمار في اليمن. يذكر أن عدداً من الاتفاقات التجارية ابرم بين رجال أعمال في البلدين بعد توقيع معاهدة الحدود، وكان أكبر هذه الاتفاقات استثمار رجل الأعمال السعودي عبدالرحمن فقيه 100 مليون ريال في انشاء سلسلة مطاعم في اليمن.