} طلب قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع من رئيس الجمهورية اميل لحود أمس احالة مشروع قانون على المجلس النيابي بتعديل قانون العفو الصادر عام 1991 "فيرفع الظلم عني وعن كثيرين، حالهم مشابهة لحالي، وهنا يكون العفو تلقائياً". للمرة الأولى منذ توقيفه في نيسان ابريل 1994 بتهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة في زوق مكايل واغتيال المهندس داني شمعون، يتحدث قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع من سجنه في وزارة الدفاع الى الصحافة بعدما كان يتكلم مترافعاً في جلسات المحاكمة، أو من خلال ما ينقله عنه محاموه. فقد التقى أمس نقيب المحررين ملحم كرم، نحو ساعة، وحمله رسالة الى رئيس الجمهورية اميل لحود. وقال كرم، في لقاء صحافي في دار النقابة، بعد عودته من الزيارة: "طلب مني الدكتور جعجع، عبر عقيلته السيدة ستريدا، ان يلتقيني، اذ من حقه ومن حق أي مواطن أن يلجأ الى الصحافة اذا شعر ان هناك غبناً يلحقه. وهذا كان حافزه الى دعوتي، وتلطف مرتين وقال لي: عذبتك لا تؤاخذني. أجبته: أبداً. هذا واجب مهني، خصوصاً ان لبنان بلد الحريات التي من دونها كاملة لا وجود للبنان". وأوضح كرم أنه دخل وزارة الدفاع في لحظات، وفي ظل معاملات عادية، مع اثنين من محامي جعجع، "فلم نتأخر ولم نفتش ولم يضيق علينا، وقدمت الينا القهوة، واحترم الموعد الذي هو ساعة. قابلناه في غرفة المقابلات، التي يشرق منها الضوء، وتحدثنا في صراحة كاملة من دون رقابة. والدكتور جعجع حريص على طرح الأمور في شكل موضوعي". ونقل كرم عن جعجع "أن قضيتي صارت معروفة ولن ندخل في تفاصيلها، لأن الجميع يعرفها. في اختصار انها مرتكزة على قانون عفو غير سليم. المدعي العام التمييزي السابق منيف عويدات ابدى رأيه مرات في هذا القانون وقال: "إنه غير عادل". وراجعنا رئيس مجلس القضاء الأعلى منير حنين "والمدعي العام التمييزي عدنان عضوم في هذا الشأن، وهذا القانون لا يزال قائماً. انه قانون غير عادل وغير محق". وأضاف جعجع: "إن قانون العفو لم تطبقه الدولة، هناك قضايا كثيرة مشابهة لقضيتي، أنا طلبي ان يحيل فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مشروع قانون بتعديل هذا القانون، وعندما يحال على المجلس النيابي، ونحن اجرينا استقصاءات أكدت لنا ان المجلس يسير في هذا الاتجاه، يرفع الظلم عني وعن كثيرين، حالهم مشابهة لحالي. وهنا يكون العفو تلقائياً. هذه هي الرسالة التي يهمني ان يتبلغها اللبناني الأول". وقال كرم: "هذا ما طلب مني الدكتور جعجع ان أنقله. أما القضايا الباقية التي لا يجوز ان انقلها إلا لصاحبها، أي لرئيس الجمهورية، فهي شأن آخر". وتابع جعجع، بحسب كرم ان "القانون لا يمكن ان يكون انتقائياً وكيفياً، فيطبق على أناس ولا يطبق على سواهم. يمكن ان يقول البعض معترضاً: هذا شأن الدولة، تطبقه عليك ولا تطبقه على سواك. أقول: نعم هم على حق، لو كانت القضية عادية، الا انها ليست عادية والقانون تناول حرباً دامت 15 سنة، وكان من نتيجتها صدروه، وهو ليس تطبيقاً لروحية اتفاق الطائف، وهو جزء من حل شامل فلا يجوز الا ان يكون عادلاً، والناس الذين يكرهوننا حتى، هم معنا في ضرورة تطبيق هذا القانون الصحيح الذي يقترح تقديمه الى المجلس النيابي بواسطة فخامة الرئيس، ولو كانوا يخالفوننا سياسياً، فهذا شأنهم ولكل انسان حريته في التفكير". وقال إن: "الحكم عليَّ لم يبن على وقائع. وجودي هنا غير محق وغير عادل. نحن نرصد نبض الشارع ونعلم ان الرأي العام معنا، لأن تفسير الناس للقانون هو انه جائر، لذلك هم يقفون معنا في ضرورة التصدي له، وهذه قضية يجب ان ننتهي منها وقد طال عليها الوقت". وأضاف جعجع ان لفخامة رئيس الجمهورية الحق في ان يبعث برسائل الى المجلس النيابي وأتمنى على فخامته ان يبعث اليه باقتراح لتعديل القانون، ونحن قدمنا المشروع وسنبلغه الى فخامته. واذا قُدّم الى المجلس فإننا على يقين أننا سنربح. وضعنا التعديلات والمؤشرات تدل كلها ان النواب يحرصون على ان يرفعوا الاجحاف عمن اصيبوا به، وهكذا لا يكون القانون عفواً عن سمير جعجع بل يكون قانوناً عاماً يستفيد منه عدد من المظلومين. هذا القانون اسهل على فخامة الرئيس من العفو الخاص الذي لا يفيدني". ثم تحدث جعجع الى كرم عن "مخالفات قانونية تحصل في السجن. فبعدما راجعنا كل الهيئات القضائية، لم نحصل على أي تطور في قضيتي. فلو كنت اسيراً لكانت المعاملة التي ألقاها صحيحة. لكنني سجين، والسجين يلتزم قانوناً، والقانون هو الذي يحكم تصرفات المتعاملين معه. في ظل القانون أنا مظلوم ومعاملتي سيئة. تأمل انني لا استطيع ان اتحدث مع زوجتي الا في العموميات. لا يمكنها ان تنقل الي نبأ، ولا يمكننا ان نتحدث في قضايا حميمة تعني العائلة. وثائق قانونية لا يقدمها اليَّ المحامون الذين أوكلت انا اليهم امر انجازها، ومن غير المسموح ان اتلقاها. لي الحق في المراسلات انما من أسرتي ومن ابناء اشقائي فحسب. لا حق لي في ان اتلقى إهداء على كتاب، فستمزق الورقة التي فيها الإهداء. والرسائل لا يسمح لي ان اكتبها كما اشاء أنا، بل تخضع لرقابة ولتعديل، و"مش معقول" ان يستمر هذا الوضع. لكل سجين في "ترانزيستور"، أنا لا يحق لي فيه. ولكن هناك ما أقوله لوجه الحقيقة انني يسمح لي كل يوم بالمشي، وبالمواجهة وبتناول الأدوية من دون اشكال أو شكوى. واني انتظر العدالة، وواثق انها في ظل دولة القانون ستحصل، وسأفيد منها أنا وسواي من المظلومين". وختم جعجع حديثه الى كرم بالقول: "لا وقت ضائعاً في حياة الانسان. العالم الذي يعرف كيف يتصرف، كل وقت يمكن ان يوظفه ويستثمره، وفي داخلنا عالم أكبر من العالم الخارجي، أنا اخترت الطريقة. أقرأ وأقرأ وأقرأ حتى أكون أفدت من هذا الوقت الضائع الذي لن يكون ضائعاً". وأكد كرم ان جعجع "بعافية كاملة ويتمتع بمعنويات مرتفعة جداً، ولم يبد عليه أي شحوب ولا مظاهر ألم ولا تعذيب". وأوضح انه سينقل الرسالة الى لحود "عندما يحدد لي موعداً". وقال إن لقاءه جعجع : "كان عادياً ولم يكن هناك رقيب، كنا وحدنا ولا شيء في الغرفة الا العازل ولولاه لكان كل شيء عادياً. العازل من خشب وتتوسطه كوة يمكنك التحدث عبرها، وقد تحدثنا ونحن جالسون". وزارت السيدة ستريدا نقابة المحررين والتقت كرم والصحافيين وقالت إنها :"تأمل بأيام أحسن وبوضع أسلم وبأن ينعم كل اللبنانيين بالحريات".