ترددت مساء امس في اسلام اباد معلومات عن احتمال استقالة رئيس الحكومة العسكرية برويز مشرف وتشكيل حكومة انتقالية تمهد لعودة الحياة السياسية الى وضعها الطبيعي. وانهت هذه المعلومات يوماً طويلاً في باكستان تركز على انباء قرب الافراج عن رئيس الحكومة المخلوع والمسجون نواز شريف، لينتقل وعائلته الى السعودية حيث سيعالج من متاعب في القلب. وتعزز احتمالات استقالة مشرف بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الرابطة الاسلامية الذي كان يتزعمه نواز شريف واختياره جاويد هاشمي زعيماً جديداً، وهو وزير سابق إلا انه يعدّ من "المغمورين" في الحزب. وفيما أكدت مصادر مطلعة ل "الحياة" هذه المعلومات فإنها اعادت الى الاذهان ان سيناريو حصل عام 1993 وادى الى استقالة رئيسي الدولة والحكومة في آن لحل الازمة السياسية التي شلّت البلاد. واشارت هذه المصادر الى ان ذلك السيناريو حصل ايضاً بوساطة سعودية. وكان متوقعاً امس ان يفرج عن شريف، في اطار صفقة تشمل اطلاقه ومغادرته الى الخارج مع عائلته، وبالتالي تخليه عن النشاط السياسي. واوضحت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل"الحياة" ان طائرة سعودية خاصة وصلت الى باكستان امس لنقل رئيس الوزراء السابق السجين الى السعودية بغية معالجته من اضطرابات في القلب. وقالت ان مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى وصل امس الى اسلام اباد لمتابعة اجراءات الافراج عن نواز. وكان تردد انه كان على متن الطائرة، وانها هبطت في لاهور. وتعد الوساطة السعودية هذه الثانية من نوعها بعد الوساطة القطرية الفاشلة عقب الانقلاب العسكري، وترمي الرياض، حسب بعض المصادر الى تأمين الافراج عن شريف ومعالجته في المملكة. وتردد امس ان لقاء جمع شريف مع السفير الاميركي في اسلام اباد ويليام ميلام فسره المراقبون بأنه رغبة اميركية في نسب عملية الافراج الى جهود الولاياتالمتحدة ومساعيها. وفيما نفت كلثوم نواز، زوجة شريف، وجود اي صفقة بين عائلتها والحكومة العسكرية، اكدت انها تلقت مكالمة هاتفية من مسؤول سعودي، ثم تراجعت عن هذا التصريح. الا انها اعلنت ان العائلة "سترحب بعرض يسمح لزوجها بالعيش في المنفى مقابل التخلي عن النشاط السياسي"، لكنها ابلغت صحافيين انها لم تتلق اي اتصال بشأن صفقة يحصل بموجبها الزعيم السابق على العفو مقابل الذهاب الى السعودية "لمدة عشر سنوات"، حسب ما افادت مصادر رفيعة المستوى في حزب الرابطة الاسلامية. وقالت كلثوم "لا اعرف ما اذا كان هناك اي شيء يجري بين الحكومة السعودية والحكومة الباكستانية". لكنها اوضحت انها لن تتردد اذا تأكد ان طائرة سعودية ستصل لتنقل عائلتها الى المنفى. وأبلغت الصحافيين بعد عودتها من زيارة لزوجها المسجون: "لا اعرف اذا كانت الطائرة ستأتي، لكن اذا اتت فإنني سأصعد إليها مع كل عائلتي. وسواءً وافق شريف ام لم يوافق، فإنني سأجبره على الذهاب". واشار بعض المصادر الى مفاوضات أجراها حمزة شريف، نجل نواز، مع الحكومة العسكرية للبحث في تفاصيل العملية، خصوصاً ان العسكر يريدون بعض التنازلات كونهم سيلغون احكاماً عدة صدرت بحقه. ويرى مراقبون سياسيون ان الحكومة العسكرية قد تقدم على الافراج عن شريف لتحقيق مكاسب عدة، منها عدم تحمّل مسؤولية حصول اي مكروه له، وهو في السجن، واحراج حزب الرابطة الاسلامية والتحالف الذي اعلن اخيراً بشأن اعادة الديموقراطية عبر اظهار زعيم الحزب حريصاً على مصلحته وليس على مصالح الحزب والانصار. وهو الامر الذي قد يؤدي ربما الى تصدعات اكثر من الحاصل وسط الحزب. وافيد امس ان العائلة بأكملها حصلت على تأشيرة للعمرة، وان مريم نواز ابنة شريف غادرت بالفعل الى المملكة. وقال مسؤولون في حزب الرابطة الاسلامية الذي يتزعمه شريف رويترز انه بموجب الاتفاق سيسافر رئيس الوزراء السابق الى السعودية صباح اليوم الاحد، بعدما يحصل على عفو رئاسي عن مجموعة من الجرائم اودع السجن بسببها. وقال رئيس ادارة الاعلام الحكومية انور محمود ان الحكومة تبحث طلباً قدمه شريف الذي قيل انه يعاني من مشكلات في القلب بتلقي رعاية طبية في الخارج. لكن المسؤول قال انه لا يعرف شيئاً عن منح شريف عفواً.