أوضح الوزير اللبناني السابق فؤاد بطرس أن لقاءه في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد أول من امس "هو فاتحة خير ويشكل في حد ذاته دليلاً على إيجابيات ممكنة على صعيد تنقية الأجواء وتصحيح ما ينبغي تصحيحه". وقال إنه سيلتقي البطريرك الماروني نصرالله صفير غداً الخميس، موضحاً أن الموعد حُدد قبل زيارته دمشق. وذكرت مصادر وزارية وقياديون مسيحيون مقربون من بكركي أن استقبال الوزير بطرس من قبل الرئيس الأسد خطوة إيجابية من الجانب السوري خصوصاً أن مسألة زيارة بطرس الى سورية كانت طرحت منذ أشهر عدة، وبقي أمر تحديد موعدها مرتبطاً بمدى خروجها بنتائج مشجعة وإيجابية على صعيد العلاقة السورية - المسيحية. وقال أحد القياديين المسيحيين ل"الحياة": "على رغم أن المعطيات عن الزيارة لم تعرف بعد، فإن مجرد حصولها له انعكاسات إيجابية". أما المصدر الوزاري فقال ل"الحياة": "إنها خطوة لا بد من أن تترك أثراً جيداً، لأنها إشارة إيجابية تفرض قراءة سياسية من نوع آخر للعلاقة مع سورية من جانب القيادات المسيحية وبكركي ويفترض مبادلتها بلهجة ايجابية أيضاً". لكن مصدراً قيادياً مسيحياً آخر قال ل"الحياة" إن الوزير السابق فؤاد بطرس كان في المرحلة الأخيرة "داعية اعتدال في الأوساط القيادية المسيحية المطالبة بانسحاب سوري من لبنان، تحت حجة ضرورة ترك مجال للحوار من أجل استكشاف ما يمكن أن ينتج منه". وأضاف القيادي: "لذلك يتوقف الأمر على ما حمله بطرس من دمشق أو على ما سيكون عليه الموقف السوري لاحقاً. وعلى كل حال فإن الكثير من القيادات المسيحية وفي مقدمها بكركي، ليست بعيدة ع=من دعوة بطرس هذه وهي تفسح في المجال أمام الاتصالات وصولاً الى نتائج إيجابية". وتابع القيادي المسيحي: "وفي الوقت الذي يجري تحرك نحو الحوار والاعتدال فإن بكركي لن تتخلى عن تقاربها مع قيادات إسلامية لها موقف إيجابي تجاه المطالب التي طرحت مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وغيره. ونحن وبكركي نعتقد في الوقت نفسه أن الدولة يجب أن تكون محاوراً رئيسياً مع القيادة السورية عن جميع اللبنانيين شرط أن تكون متوازنة وعادلة وأن يتم الحوار تحت سقف العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين". وتوقع القيادي المسيحي أن يعقب لقاء بطرس مع الرئيس الأسد، استقبال الأخير للنائب نسيب لحود والوزير والنائب السابق ميشال سماحة في إطار فتح باب الحوار مع القيادات المسيحية.