"عين السراب" كتاب للشاعر والكاتب اللبناني عيسى مخلوف صدر حديثاً عن دار النهار والغلاف لوحة للرسام هنري ماتيس. والكتاب نصوص نثرية مشرعة على الشعري والتأمليّ كما على الفكريّ والذاتي، نصوص تحتفل بالماضي والذات، بالحياة الداخلية والتجربة التي تقارب المقاساة الصوفية والروحية. ولا تهمل هذه النصوص الحرّة علاقة الذات بالطبيعة كموئل انطباعي ولا علاقتها بالعالم والحياة. وجاء الكتاب في سبعة أبواب: نسافر، المطر المشتعل في أعلى الهواء، رؤية الشمس، ذلك الخلاص، الاستغراق في الغناء، المدّ والجزر في حجر كريم، لحظة سكون. وللمؤلف شعراً: نجمة أمام الموت أبطأت 1981، تماثيل من وضح النهار 1984، عزلة الذهب 1992. ومن الدراسات والترجمات: الأحلام المشرقية 1996، قصص من أميركا اللاتينية 1995... ومن جو الكتاب مقاطع من نص "الألم": "من أين يأتي الألم والى أين يمضي؟ الألم الفردي والألم الجماعي. الألم النفسي والألم الجسدي. آلام الشعوب في الحروب، وألم الأفراد الذي يتضاعف في مقدار رهافة أحاسيسهم. الألم الملموس والألم الوجودي. ألم الإنسان وألم الحيوان. الألم الذي يُحدثه في نفسك قتلُ حيوان يُذبح من أجلك. ألم المتألّم من وَجَع، وألم المنتشي من الألم. ألم الفراق. ألم اللقاءات الصعبة والمستحيلة. ألم الحبّ المخفور بالشكوك. ألم غياب التواصل. ألم الغربة والضياع. ألم الجوع والمرض. ألم الفقر والذلّ. ألم الحيض وألم الولادة، وذلك الصوت الذي لا ينام: "بالآلام تَلدين". أهي مكافأة الطبيعة للتي تؤمّن استمرارية النسل؟ الألم النائم يصحو. لا يأتي الألم من الخارج فقط، وانما أيضاً من الأعماق ...".