غاب النصر عن منصات التتويج طويلاً، وكان عام 1997 هو آخر عهده بالألقاب عندما حقق كأس الاتحاد السعودي... لكنه حقق انجازاً آسيوياً بحصوله على لقب بطل كأس الكؤوس الآسيوية ثم الكأس السوبر الآسيوية التي أهلته للمشاركة في بطولة العالم الأولى للاندية في البرازيل. وتوقف قطار "الاصفر" عند ذلك، لكنه يطمح بالعودة إلى منصات التتويج، ويعتقد الكثيرون أن الفرصة مواتية له في البطولة العربية لتحقيق الامنية . بداية العودة عاد الأمير عبدالرحمن بن سعود لكرسي الرئاسة من جديد خلفاً لابنه الأمير فيصل بن عبدالرحمن بعد غياب استمر أربع سنوات... وعلى رغم أن العودة كانت قبل نهاية الموسم الماضي، فإن الأمير عبدالرحمن عمل على رفع الروح المعنوية للاعبيه ونجح في هدفه. وتجلت قدرته عندما وصل فريقه الذي كان جلّه من الشباب الى المباراة النهائية لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. وعملت الإدارة النصراوية على التعاقد مع مدرب عالمي له وزنه فكان البرتغالي جورج آرثر هو هدف النصراويين الذي استطاع أن يعيد هيكلة الفريق ويعيد الخطورة للهجوم. الأجانب بذل النصراويون جهوداً كبيرة للبحث عن لاعبين أجانب يساعدون الفريق في مهماته الداخلية والخارجية، لكن الجهود الاولية لم تفلح الا في التعاقد مع البرازيلي جونيور. وهو سجل نجاحاً كبيراً جعل الجميع يصنفونه أفضل اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية. وكان الكولومبي فاوستينو اسبريا على وشك التوقيع على كشوفات "الأصفر" إلا أن مغالاته في مطالبه المادية حالت دون اتمام الصفقة. لكن النصر تدارك الموقف وتعاقد مع برازيلي آخر هو لين زينيو قبل 48 ساعة فقط من انطلاقة كأس الكؤوس العربية. بداية المشاركات وسط الترقب لإعداد الفريق وانتظار العودة من جديد، شارك النصر في تصفيات المسابقة إلى جانب الزمالك صاحب الضيافة، والمريخ السوداني واستطاع - على رغم غياب عدد من عناصره- تقديم مجموعة من العروض الجيدة...وهزم المريخ وكسبه الزمالك بشق الأنفس. وفاجأ النصر الجميع في أولى البطولات المحلية كأس الامير فيصل بن فهد عندما قدم عروضاً قوية استبشر معها أنصاره بالعودة الى حصد الالقاب، علماً بأنه الفريق الوحيد الذي كسب لقاءات الدور الأول كلها وبنتائج كبيرة إضافة إلى بروز عدد من الوجوه الشابة أمثال المهاجم علي يزيد. وزاد لاعب الشباب السابق صالح الداوود الذي انتقل حديثاً الى النصر الطمأنينة لخط الدفاع النصراوي... كما يمثل لاعب وسط المنتخب السابق إبراهيم ماطر قوة كبيرة نظراً لما يمتلكه من إمكانات كبيرة، لكن الاصابة حرمت اللاعب من مواصلة إبداعه فغاب لفترة زادت عن سنة، ويعول النصراويون كثيراً على مشاركته بعد أن تماثل للشفاء. واوضح ماطر: "شفيت من الاصابة بعد رحلة طويلة من العناء، وأنا الآن جاهز ومستعد لمشاركة النصر في هذه البطولة التي نأمل بتحقيق كأسها، وارى اننا الاقرب لذلك فعلاً. لدينا مجموعة من اللاعبين التي يمكن ان تكون لهم كلمة الحسم في أي وقت. كما ان المدرب البرتغالي الذي يقودنا له باع طويل وخبراته واسعة وهو من الطراز الرفيع، ولذا استطاع ان يعيد هيكلة الفريق سريعاً، واعاد الكرة الهجومية له بعد أن توارت مع المدربين السابقين ما سبب بعض الاخفاقات والسقطات". أول لقب الخزينة النصراوية مليئة بكل أنواع البطولات المحلية والخليجية والآسيوية، لكنها لا تزال تفتقد للالقاب العربية... والسؤال الذي يطرح ذاته بقوة هو: هل يكمل النصراويون عقد بطولاتهم بتحقيق الكأس... ويردوا الدين لجارهم الهلالي الذي سبق أن حصل على البطولة العربية للأندية أبطال الدوري التي نظمها النصر؟ لاشك أن هذا ما تأمله الجماهير النصراوية لتصبح فرحتها مضاعفة، ومن سيجيب على ذلك هم لاعبو الفريق انفسهم على ارضية الميدان.