لم تحمل الساعات الأخيرة قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية إلا المزيد من المؤشرات إلى أنها ستكون الأكثر احتداماً منذ عقود، ولن تعلن نتائجها في وقت مبكر. راجع ص 7 و8 ويتوجه الناخبون الأميركيون اليوم لاختيار رئيس جديد وسط انطباع سائد بأن لا أفضلية محسومة لأي من المرشحين الجمهوري جورج بوش أو الديموقراطي آل غور. فعلى رغم ان استطلاعات الرأي استمرت طوال الأسبوع تسجل تقدماً بسيطاً لبوش، أشار آخر استطلاع الى أن غور نجح في اليومين الأخيرين في تضييق هذا الفارق أكثر فأكثر، إذ دلّ استطلاع "سي ان ان" إلى أن بوش يتقدم على غور بنقطتين فقط على المستوى الوطني وبين الناخبين المحتملين، فيما حافظ رالف نادر على نسبة 4 في المئة. أما على صعيد الفوز في الولايات وبأصوات المندوبين، فإن التكهن بنتائج المعركة يصبح أمراً صعباً. فمن الممكن أن يحصل المرشح على أكبر عدد من الأصوات من دون أن يفوز بالعدد الكافي 270 من أصوات المندوبين في الولايات. ولكل ولاية عدد من المندوبين يتناسب مع عدد سكانها وممثليها في الكونغرس. وفي انتخابات هذه السنة سيكون التركيز اليوم على من سيفوز بالولايات الثلاث فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان، كونها تتمتع بأكبر عدد من المندوبين بين الولايات التي لا تزال غير محسومة. ويسعى غور إلى الفوز باثنتين منها على الأقل، لأن بوش يتفوق عليه حتى الآن في عدد المندوبين، لكن الاستطلاعات في هذه الولايات أظهرت ان النتائج صعبة التكهن مع أرجحية بسيطة لبوش فيها. ويجمع المراقبون على أن سير نتائج الانتخابات لمصلحة الديموقراطيين يتطلب إقبالاً كثيفاً للناخبين السود ولنقابات العمال. أما بالنسبة إلى بوش فإن مشاركة الطبقات الوسطى والرجال البيض، بالإضافة إلى سكان الضواحي والمحافظين قد تعطيه الأرجحية. إلى المعركة الرئاسية، معلوم ان ثمة معركة أخرى تدور للسيطرة على الكونغرس، إذ يحاول الديموقراطيون استعادة الغالبية في مجلس النواب، فضلاً عن الحصول على الغالبية في مجلس الشيوخ حيث تخوض زوجة الرئيس هيلاري كلينتون معركة للفوز بمقعد عن نيويورك. وسيحظى السباق على معركة نيويورك بتغطية كبيرة إلى جانب معركة الرئاسة بسبب وجود هيلاري. ويعتبر المراقبون أن على هيلاري ان تفوز بنسبة كبيرة في مدينة نيويورك سيتي لموازاة الوجود الجمهوري في المناطق الأخرى البعيدة عن المدينة. كما يلعب عنصر مشاركة السود دوراً كبيراً لمصلحة زوجة كلينتون. وتنتهي اليوم الحملة الانتخابية الأكثر كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة. فقد بلغت النفقات المعلنة للحملات 3 بلايين دولار، بالإضافة إلى مئات الملايين التي يتلقاها المرشحون كتبرعات وتنفق من دون التصريح عنها. ويضاف إلى ذلك بليون دولار هي نفقات حملات الولايات. ويفسر المراقبون هذه الكلفة بتقارب المعركة، فضلاً عن وضع اقتصادي جيد مكّن المتبرعين من الاغداق على المرشحين. كما أن مجموعات الضغط السياسي والمصالح الخاصة والصناعات التي تتأثر بنتائج الانتخابات تلعب دوراً في تغطية النفقات. وتحمل هذه الأرقام زيادة 50 في المئة عن انتخابات 1996 التي اعتبرت آنذاك مكلفة جداً.