استشهد ثلاثة فلسطينيين واصيب العشرات خلال مواجهات في الاراضي الفلسطينية امس، فيما اغلق الجيش الاسرائيلي مداخل مدينة رام الله والطرق الترابية المؤدية الى طولكرم، واعاد دباباته الى معبر المنطار كارني في قطاع غزة، وذلك بعد 24 ساعة من سحبها عقب اتفق "وقف النار" الذي توصل اليه الرئيس ياسر عرفات ووزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز ليل الاربعاء -الخميس. ورفض الامين العام للمجلس الوزاري الفلسطيني احمد عبدالرحمن تهديدات رئىس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير خارجيته شلومو بن عامي في شأن تنفيذ اتفاق "وقف النار". وقال في بيان ان "القصف الاسرائيلي لبيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور بالرشاشات والاسلحة الثقيلة مساء اول من امس واستمرار الجنود الاسرائيليين باطلاق النار يكشف حقيقة النيات الاسرائيلية بالاستمرار في عدوانها ضد شعبنا". واضاف ان القصف والعدوان الاسرائيلي يتزامنا مع تهديدات باراك وشلومو بن عامي الذي "تناسب تصريحاته وزير حرب وليس وزير خارجية. مرة يطلقون تهديدا ومهلة 24 ساعة ومرة اخرى 48 ساعة". وكانت مصادر في مكتب باراك وتصريحات ادلى بها بن عامي في واشنطن حددت للسلطة الفلسطينية مهلة 24 ساعة لتنفيذ ما اسمته "اتفاق وقف النار". واشارت الى ان باراك قرر ارجاء تنفيذ "الرد الاسرائيلي على اعمال العنف" في اشارة تهديد واضحة لما تنوي اسرائيل عمله في حال عدم توقف التظاهرات والمواجهات الفلسطينية. واكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث امس وجوب ان تتخذ اسرائيل بدورها تدابير لاعادة الهدوء، وذلك تعقيبا على المهلة الاسرائيلية. وقال: "انا لا اعرف عن هذه المهلة لكن مثلما يريدون التزامنا يجب التزامهم ايضا بتنفيذ التفاهم الذي يتضمن سحب القوات الاسرائيلية ووقف اطلاق النار ورفع الحصار ووقف العنف". ومن جانبه، قال داني ياتوم مستشار باراك للشؤون الامنية ان "حدة اعمال العنف قد خفت" لكن وقف المواجهات لن يكون فوريا. وطالب السلطة الفلسطينية بالحيلولة دون وصول الشبان الفلسطينيين الى حيث تتمركز القوات الاسرائيلية على مداخل المدن والقرى الفلسطينية. كذلك لاحظ غلعاد شير احد المساعدين المقربين من باراك امس "بعض التراجع في حدة العنف ... لكن سننتظر قبل ان نعلن موقفا"، مجددا اتهامه عرفات بعدم الوفاء بتعهداته لبيريز. الشهداء واصيب الشاب ناهض اللوح بعيار ناري قاتل في الصدر وثلاثة بعيارات نارية خلال مواجهات حامية بين الشبان وقوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة طولكرم قرب منطقة المصانع الكيماوية التي اختفت خلفها الدبابات التي سحبتها اسرائيل اول من امس. كذلك اصيب العشرات بالرصاص الحي والمعدني والغاز الخانق خلال مواجهات مماثلة تركزت في غزة وقلقيلية وجنين ورام الله والبيرة وبيت لحم ونابلس. واستشهد في قرية حزما قرب القدس الشهيد الثاني خلال اربع وعشرين ساعة وهو محمود السعيد 19 عاما بعد ان اصيب برصاصة قاتلة في الصدر من القناصة الاسرائيليين الذين اصابوا ثلاثة من رفاقه بالذخيرة الحية في الحادث نفسه. واكد شهود ان السعيد القناصة استهدفوا السعيد وهو واقف قرب سيارة الاسعاف في وقت لم يكن في القاء حجارة على الجيش. واضافوا ان القناصة اصابوا ايضا رامي عبدالفتاح 20 عاما وهو في حال خطرة. كذلك استشهد محمود جليل 18 عاما خلال مواجهات مع الجنود الاسرائيليين في رام الله. وسجلت عمليات تبادل اطلاق نار متفرقة في الاراضي الفلسطينية فيما كثفت القوات الاسرائيلية من استخدام نوع جديد من قنابل الغاز تؤدي الى تشنجات في الاطراف وضيق بالتنفس حسب مصادر طبيه في الهلال الاحمر الفلسطيني. واستخدم القناصة الاسرائيليين الذخيرة الحية لاصابة اكثر من 20 فلسطينيا في قطاع غزة وخمسة في مدينة قلقيلية وصفت اصابة ثلاثة منهم بانها خطرة. وحاولت اذاعة "صوت فلسطين" العودة الى برامجها العادية، الا ان تواصل الانباء عن المواجهات الحامية واستشهاد ثلاثة شبان أبقى الاجواء المشحونة متوترة. واعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" في غزة الغاء اجتماع جماهيري كان مقررا في اعقاب صلاة الجمعة، وذلك لمنع الاحتكاك مع السلطة الفلسطينية التي ابلغت المسؤولين في الحركة بمنع التجمع. حال تأهب وحولت قوات الاجهزة الامنية الاسرائيلية مدينة القدس، كما في كل يوم جمعة، الى ثكنة عسكرية ضخمة، اضافة الى حال التأهب القصوى التي اعلنتها تحسبا لوقوع عمليات عسكرية أو دخول سيارات ملغومة الى قلب المدينة بعد انفجار السيارة اول من امس في القدس الغربية الذي ادى الى مقتل اسرائيليين. ومنعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المصلين المسلمين من دخول القدس واداء الصلاة في المسجد الاقصى باستثناء 5000 مصل ممن تزيد اعمارهم عن 45 سنة. وادى المئات من الفلسطينيين الصلاة خارج اسوار البلدة القديمة تحت حراب الجنود الاسرائيليين، خصوصا الخيالة منهم الذين فرقوا بقوة مسيرتين حاشدتين انتظمتا بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على سياسة حرمانهم من العبادة ورددوا شعارات مؤيسدة ل"حزب الله". وتعرض العشرات من الشبان الى الضرب والدفع من الجنود الاسرائيليين عندما حاولوا الدخول الى ساحة الحرم القدسي بالقوة. أحمد ياسين وفي تطور لافت، أعلن الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين للمرة الالولى أن "من الممكن العيش بسلام مع اسرائيل ضمن حدود 1967واننا سنقبل سلاما على هذا الاساس". واضاف في مقابلة مع صحيفة اسبانية: "لن تفلح اسرائيل في رؤية الفلسطينيين متقاتلون ولن نتحرك ابدا ضد السلطة الفلسطينية وضد عرفات"