حبست زوجات رواد الفضاء الثلاث على متن المركبة "سويوز" انفاسهن امس، في اللحظات التي سبقت التحامها بمحطة الفضاء الدولية، في مهمة تاريخية لتأهيل المحطة لتصبح اول مسكن للانسان في الفضاء. وتحلق حول الزوجات الثلاث في مركز مراقبة الرحلات الفضائية في كوروليف قرب موسكو، مسؤولون واعلاميون قدموا من انحاء العالم لمتابعة فصول العملية عبر شاشة تلفزيونية كبيرة، فأحس الجميع وكأنهم مع الرواد في مركبة واحدة. وفجأة، علا تصفيق حاد وحلّت الابتسامات على وجوه الحضور محل العصبية التي كانت على اشدها خلال العد العكسي لدى زوجات الرواد الجالسات في أحد جوانب القاعة. وراحت زوجات الرواد يتبادلن التهنئة وكذلك المسؤولون الروس والاميركيون عن هذا المشروع الذي تتشارك فيه اطراف دولية عدة لنقل الانسان الى مرحلة السكن في الفضاء. وسارعت بيتي شيبرد زوجة الرائد الاميركي الذي يقود الرحلة الى الاعراب عن سعادتها وتأثرها الشديدين، فيما ابدت اولغا زوجة الرائد الروسي يوري غيدزنكو اعتزازها وفخرها بزوجها. وبدا الرواد شيبرد وغيدزنكو ورفيقهما الروسي سيرغي كريكالوف مدركين للعرض التلفزيوني الذي يقدمونه للحضور، فلم يتوانوا عن القيام بحركات تظهر تضامنهم وارتياحهم لنجاح العملية. وسبق ذلك انصراف الرواد الى تأمين المخارج في مركبتهم وتعديل الضغط في المحطة قبل الدخول اليها عبر القمرة الروسية "زفردا" النجمة التي سبق والتحمت بالمحطة اخيراً. وتشكل "زفزدا" العنصر الاساسي في المحطة وتستخدم مقراً للسكن والعمل في آن، كما انها وسيلة دفع لتعديل موقع المحطة في الفضاء. وكان الرواد الثلاثة انطلقوا الثلثاء من قاعدة بايكونور في كازاخستان، في مغامرة غير مسبوقة تفسح في المجال امام رفاقهم للسكن في الفضاء. وسيقضي الثلاثة اربعة اشهر في المحطة، يعملون خلالها على تشغيل اجهزة الحفاظ على الحياة في المحطة، استعداداً لاستقبال طاقم آخر يحل محلهم.