سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجمهوريون أكثر حماسة لكن فلوريدا تقلقهم ... ونادر عقبة كبيرة في وجه الديموقراطيين . آل غور يعتبر بوش "أداة للأغنياء" والأخير يتهمه بأنه "مبذر بلا حدود"
تقلص الفارق امس بين المرشحين الديموقراطي والجمهوري للرئاسة الاميركية آل غور وجورج بوش مجدداً في الاستطلاعات اليومية، وحافظ بوش على تقدمه لكن مع تراجع الى ثلاث نقاط بدل خمس، سجلها اول من امس. وتحولت شعارات المرشحين الى اتهامات مباشرة وجهها احدهما للآخر، فاتهم بوش غور بأنه "مبذر بلا حدود"، فيما رد الاخير باتهام خصمه بأنه "اداة للاغنياء". وجاء ذلك في ظل محاولة مكشوفة، وربما اخيرة، من بوش لاسترداد فلوريدا ومعها اصوات المسنين الذين يشكلون 17 في المئة من الاميركيين، فيما اقلق الديموقراطيين استطلاع اظهر ان حماسة الجمهوريين اكبر في هذه الانتخابات. قبل خمسة ايام من الانتخابات الاميركية، دار صراع طاحن بين المرشحين للرئاسة الاميركية على اصوات ولاية فلوريدا التي يحكمها جيب بوش شقيق المرشح الجمهوري ويسجل فيها غور تقدماً ملحوظاً بفضل اصوات اليهود، منذ اختياره جوزيف ليبرمان شريكاً له في السباق. وفي مؤشر الى حدة الصراع على الولاية، نقل عن ليبرمان قوله ممازحاً مجموعة من المحيطين به انه امضى متسعاً كبيراً من الوقت في فلوريدا حتى بات يخيل له انه مرشح لمنصب في الولاية، لا في الادارة الاميركية ككل. وجاء ذلك في وقت اجمع المراقبون على ان خسارة بوش في فلوريدا تعني خسارته الانتخابات الرئاسية، فهي تشكل مؤشراً مهماً لموقف المسنين في الولاياتالمتحدة كلها، الى جانب الاصوات ال25 التي تملكها في الندوة الانتخابية المقرر ان تجتمع في 18 كانون الاول ديسمبر المقبل لتكريس اختيار الرئيس العتيد، بناء على نتائج الانتخابات في السابع من الشهر الجاري الثلثاء المقبل. فلوريدا وأصوات المسنين ولاسترداد اصوات فلوريدا والمسنين في اميركا عموماً، اطلق بوش حملة جديدة ضد غور متهماً اياه بانه "مبذر"، مشيراً الى ان برنامج الرعاية الصحية لمنافسه الديموقراطي، لا يعدو كونه "انفاقاً بلا نظام ولا اولويات ولا نهاية". وحذر بوش الذي يتوجه الى فلوريدا نهاية الاسبوع، الناخبين من ان برنامج غور للرعاية الصحية، سيلحق بكل عائلة اميركية خسارة معدلها 20 الف دولار في السنة. وقال كريس ليهين الناطق باسم المرشح الديموقراطي: "يمكننا الفوز من دون فلوريدا لكنهم الجمهوريين لا يستطيعون"، مشيراً الى عدم تمكن أي مرشح جمهوري من دخول البيت الابيض من دون الفوز بأصوات فلوريدا، على مدى اكثر من نصف قرن. اتهامات متبادلة وعلى رغم لجوء الحزب الديموقراطي الى استخدام اعلان تلفزيوني جديد، يركز على خبرة آل غور السياسية والعسكرية في حرب فيتنام وتأييده لحرب الخليج، فإن آل غور اختار عنواناً آخر للهجوم على بوش وهو اتهام الاخير بمراعاة الاغنياء لدرجة انه اصبح "اداة" لهم. ولأن البيئة تأتي في صدارة اهتمام الناخبين المسنين وهم اكثر اقبالاً على التصويت يوم الانتخابات، تعهد آل غور في مهرجان انتخابي في فلوريدا اول من امس، بعدم السماح لشركات النفط والغاز باجراء مزيد من الحفريات على سواحل الولاية، متهماً بوش بأنه يراعي مصالح هذه الشركات. الاستطلاعات وسجل آل غور تقدماً بواقع سبع نقاط على منافسه الجمهوري في فلوريدا كما واصل تقدمه في بنسيلفانيا وميشيغان. وفي الوقت نفسه، تراجع الفارق بين الاثنين الى ثلاث نقاط لمصلحة بوش الذي كان حقق اول من امس، تقدماً بخمس نقاط، وذلك في الاستطاع اليومي الذي يجرى لحساب وكالة "رويترز" وشبكة "ام اس ان بي سي" الاخبارية. وفي المقابل، اقلقت الديموقراطيين نتائج استطلاع اجرته مؤسسة "بيو" للابحاث، اظهر ان بوش نجح في توليد حماسة في اوساط الجمهوريين اكبر من تلك الموجودة لدى الديموقراطيين، فيما اصبح الناخبون بشكل عام، اكثر ارتياحاً لمواقف المرشح الجمهوري من القضايا المطروحة. لكن ذلك ترافق مع مخاوف الجمهوريين من الا يترجم التأييد الشعبي لبوش في جنوب البلاد، على صعيد الندوة الانتخابية، ذلك ان المطلوب هو كسب ولايات كبيرة مثل كاليفورنيا وفلوريدا التي تملك عدداً كبيراً من الاصوات في الندوة. واظهر الاستطلاع اليومي ان ثمة 114 صوتاً في الندوة تمثل ولايات عدة، لم تحسم موقفها بعد، فيما يعتقد ان بوش تمكن حتى الآن من تأمين 217 صوتاً من اصل 270 في الندوة، في مقابل 207 لآل غور. وعلى اي من المرشحين تأمين 270 صوتاً في الندوة للفوز في الانتخابات. "عقبة" نادر وواصل مرشح الخضر رالف نادر مضايقة آل غور بخطف الاصوات منه، خصوصاً في ولاية مينيسوتا التي تملك عشرة اصوات في الندوة. ويحظى نادر بتأييد حاكم الولاية جيسي فنتورا، ويراهن بوش على اختطاف نادر اصواتاً من آل غور، ليتفوق على المرشح الديموقراطي في الولاية ويختطف اصواتها، علماً ان مينيسوتا لم تصوت للجمهوريين منذ فوز ريتشارد نيكسون في الانتخابات الرئاسية عام 1972. وتعرض نادر لضغوط كبيرة من جانب حلفاء تاريخيين له من اجل اقناعه بالتنحي وتجيير اصواته لمصلحة آل غور. وراح عدد من حلفاء نادر ينتقدون بوش علناً، محذرين من خسارة العمال حقوقهم وتزايد هيمنة المؤسسات الكبرى على البلاد في حال فوز المرشح الجمهوري.