} ناشد رئيس الجمهورية اميل لحود الجميع تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها وعدم الافساح في المجال أمام ابراز ثغر في الموقف اللبناني الجامع، في موقف أملته السجالات القائمة في شأن الوجود السوري والوضع في الجنوب. ولفت في هذا الاطار موقف أميركي يعتبر الوجود السوري "مسألة ثنائية" تبحث بين الحكومتين اللبنانية والسورية و"ينبغي للأطراف الآخرين الا يعلقوا عليها". اعتبر الرئيس اميل لحود أمس "أن دقة المرحلة التي تمر بها البلاد، وسط اعتداءات إسرائيلية شبه يومية وتهديدات وخروق برية وبحرية وجوية، تفرض كلها على كل منا، ومن موقعه، أن يقدم المصلحة الوطنية على ما عداها، وان يمد يد التعاون الى الآخرين، وألا يفسح في المجال أمام ابراز ثغر في الموقف اللبناني الجامع، يمكن ان تنفذ منها الجهات التي تعمل على اضعاف هذا الموقف، تمهيداً لفرض صيغ أو حلول سبق ان رفضناها، لأنها كانت وستظل على حساب سيادة لبنان وكرامة شعبه وحرية قراره". وقال، أمام زواره أمس: "إذا كان حاضر لبنان تميز بالقدرة على التغلب على الصعوبات التي واجهته، فإن مستقبله مرهونٌ بارادة اللبنانيين، والضمان الأكبر كان وسيبقى وحدتهم والتفافهم حول الثوابت الوطنية". وأعرب عن اعتقاده جازماً "ان الديموقراطية قادرة على اجتراح الحلول للمشكلات وعلى تصحيح الاخطاء لأنها تعطي الكملة أولاً وأخيراً للشعب اللبناني". وكرر تمسكه بالدفاع عن مرتكزات النظام، وهي الشرعية والقانون والحرية". وأكد "ترابطها وحرصه على ممارسة الدور الذي يحدده له الدستور والأنظمة والقوانين المرعية الإجراء". وشدد لحود على "أن الدولة تولي عناية خاصة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية". وقال: "إن الحكومة في صدد اعتماد خطة عمل تهدف الى تحريك الاستثمارات واطلاق مشاريع تعطي للجانب الاقتصادي حيوية اضافة الى اعتماد نصوص قانونية جديدة لتسهيل المعاملات وتبسيطها وعصرنة الادارة لتواكب التطور الحاصل"، معرباً عن أمله "بأن تظهر نتائج عمل الحكومة في اقرب وقت ممكن للتخفيف من حدة الضائقة الاقتصادية". وكان لحود التقى وزير الشباب والرياضة سيبوه هوفنانيان المعتكف عن المشاركة في الحكومة احتجاجاً على حجم التمثيل الأرمني فيها ورئيس حزب الطاشناق بنيامين بوشاقجيان، وتناول البحث "الأوضاع السياسية الراهنة". وشكر لحود للسفير البريطاني في لبنان ديفيد ماكلينن الذي جاء لوداعه بعدما انتهت مهمته في بيروت، الجهود التي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية. بري وساترفيلد وكانت المواضيع التي أثارها الرئيس لحود أيضاً محور لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والسفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي أكد "أن بلاده دعمت اتفاق الطائف منذ عشر سنوات"، معتبراً "أن موضوع الوجود السوري في لبنان مسألة ثنائية تبحث ضمن المواضيع المطروحة بين لبنان وسورية، وينبغي للأطراف الآخرين الا يعلقوا عليها". ونفى "أي علاقة بين المساعدات الأميركية للجنوب وما يحصل على الحدود" اللبنانية - الإسرائيلية، مؤكداً ان "لدى الولاياتالمتحدة برنامج مساعدات محدداً وافق عليه الكونغرس ووقعه الرئيس الأميركي بيل كلينتون". وأضاف: "ان بلاده "في صدد ترجمته عملياً وبموجبه تم تخصيص ملايين الدولارات للبنان عموماً والجنوب خصوصاً". ونقل عن بري قلقه حيال تأخر وصول المساعدات من اجل احياء الاقتصاد، وشدد على "جهوزية بلاده لتأمين الدعم للبنان بما في ذلك الجنوب". ودعا "الأطراف المعنيين الى بذل أعلى درجات المسؤولية لضمان عدم تردي الوضع على الحدود". ورأى "ان أمل اللبنانيين بالأمن والاستقرار سيتأذى من جراء استمرار الوضع كما هو على الحدود". وقال: "من المبكر الحديث عن استعمال حق النقض في مجلس الأمن، والأجدى التركيز على الوضع الميداني والحفاظ على الهدوء". ونفى "أي رابط بين الانتخابات الأميركية والوضع في المنطقة". وكان ساترفيلد التقى أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس وأكد "رغبة بلاده في انتعاش الاقتصاد اللبناني". وقال: "نحن مهتمون تحديداً بفرص التعاون التجاري المتاحة من خلال اجراءات الحكومة وسياستها لفتح الأسواق اللبنانية وتشجيع الاستثمارات، ونتطلع الى متابعة التعاون مع الحكومة". وكرر موقف الولاياتالمتحدة من الوضع في جنوبلبنان، قائلاً: "على جميع الأفرقاء احترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ولا نظن ان التصعيد والعمليات الاستفزازية والاختراقات الحاصلة على الخط الفاصل من جانب أي فريق يخدم مصالح السلام والأمن والاستقرار في لبنان أو أي بلد اخر، وعلى جميع المعنيين بذل أقصى درجات المسؤولية للحفاظ على الأمن والاستقرار على جهتي الحدود. ونخشى ان تؤدي الخروق المستمرة على الخط الى نتائج لا نريدها ان تتحقق، ولا نرغب في رؤية أي أذى يلحق بمصلحة أي فريق في المنطقة، وبالطبع نحن لا نريد ان تبقى الأمور غير مستقرة في الجنوب، لأن هذا ليس في مصلحة لبنان ولا اللبنانيين". وقال: "نؤمن بأن على الجميع احترام الخط الأزرق ومن حق أهالي الجنوب ان يعيشوا بأمان واستقرار".