باشر زعيم حزب الامة السوداني المعارض رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي نشاطه السياسي في البلاد بالقاء خطبة الجمعة في حضور حشود كبيرة من انصاره، وأكد أنه سيقود حواراً "مع المتلكئين والمترددين والغاضبين من اجل تحقيق الحل السلمي". في غضون ذلك رحب الرئيس عمر البشير بعودة المهدي، لكنه أكد أن مقاطعة الاحزاب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة الشهر المقبل "أمر يخصها"، وشدد في تصريح سيثير انزعاج دعاة الوفاق على أن "لا تفكير في انتخابات جديدة الا بعد انتهاء أجل البرلمان الجديد" وهي مدة اربع سنوات. وأم المهدي عشرات الآلاف من انصاره الذين ضاقت بهم ساحة مسجد الامام عبدالرحمن في امدرمان والساحات المحيطة. وردد انصار المهدي شعارات مثل "الصادق أمل الأمة"، و"لن نصادق غير الصادق". ووصف المهدي احاديث عن عودته بأنها من اجل المشاركة في الحكم بأنها "ألاعيب". وشدد على القول: "جئت من اجل الحرية والتحول الديموقراطي". وقال انه يقود حواراً مع "المتلكئين والمترددين والغاضبين من اجل تحقيق الحل السلمي". واعرب عن تفاؤله بأن تقود مساعيه الى تحقيق الحل السلمي، مشيراً الى أن "الانفراد بالرأي يقود الى العنف والتدخل الاجنبي". وانتقد المهدي تحرش عدد من الاشخاص بزعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي لدى حضوره مساء أول من أمس احتفالاً بعودة المهدي في دار حزب الامة وترديدهم هتافات ضد الترابي. واعتبر ذلك "تصرفاً مرفوضاً، ولا يشبه الانصار وحزب الامة". ولم يستبعد ان يكون مرددو الهتافات "عناصر مدسوسة". ويعد الترابي ابرز شخصية حضرت الاحتفال وعلم ان المهدي والترابي سيعقدان اجتماعاً قريباً. من جهة أخرى، رحب البشير امس بعودة المهدي موضحا أن "الفرصة متاحة أمامه للمشاركة في الحياة السياسية معارضاً أو مشاركاً في الحكم وفقاً لتطورات الاوضاع". وقال البشير في مؤتمر صحافي عقده لمناسبة اختتام قمة دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد في الخرطوم إن لجاناً مشتركة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب الامة "قطعت شوطاً بعيداً في الاتفاق في شأن القضايا" محل الخلاف. وفي شأن مقاطعة حزب الامة والقوى السياسية الكبيرة الاخرى الانتخابات اوضح البشير إن "المعارضة طلبت تأجيل الانتخابات فاستجابت الحكومة بارجائها شهراً، اجراءات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية دخلت الآن مراحل متقدمة وستستمر باعتبار ان الانتخابات ملزمة للدولة لسد الفراغ الدستوري. لا مجال للتأجيل". واضاف أن الانتخابات "ستجرى في موعدها، ولن تجرى انتخابات أخرى قبل انتهاء أمد البرلمان الجديد". وزاد أن مقاطعة حزب الامة الانتخابات "امر يخصه". وكان وزير الخارجية الليبي علي التريكي ابلغ الصحافيين عقب اجتماع مع البشير اول من امس بأن الرئيس البشير تعهد اجراء انتخابات مبكرة اذا نجحت مساعي الحل السلمي في التوصل الى وفاق بين الفرقاء السودانيين. وردّ البشير على سؤال عن التنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة ايغاد قائلاً ان "الأمر متروك لأصحاب المبادرتين" واشار الى "فروق بين المبادرتين لان مبادرة ايغاد مبنية علي اعلان المبادئ التي يتحدث عن اعطاء الجنوب حق تقرير المصير فيما تتحدث المبادرة المشتركة عن ضمان الوحدة للسودان". وقال "في حال الدمج او التنسيق بين المبادرتين ستكون هناك اجندة جديدة".