اختتمت اللجنة التحضيرية لمجلس التنسيق اليمني - السعودي أعمالها في صنعاء أمس بعد ثلاثة أيام من المناقشات، ووقع الجانبان على محضر شمل مجالات التعاون الثنائي في تسعة قطاعات أهمها: التبادل التجاري والاستثمار، والمقاييس والمواصفات ومراقبة الجودة، وتجنب الازدواج الضريبي والاعفاءات الجمركية، بالاضافة الى عدد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون في قطاعات الصحة والاعلام. وأوضح رئيس الوفد اليمني عبدالرحمن طرموم ان المباحثات شملت عدداً من الاقتراحات لمشروعات انمائية، توقع ان يدرسها الجانب السعودي ويحيلها الى الجهات المختصة لتمويلها. وفي ما يتعلق بموعد انعقاد مجلس التنسيق الأعلى بين البلدين برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والدكتور عبدالكريم الارياني رئيس مجلس الوزراء اليمني، أكدت مصادر يمنية - سعودية في اللجنة ان المحضر الذي تم التوقيع عليه أمس في صنعاء لم يتضمن تحديد موعد للانعقاد. وتركا ذلك للقيادتين في البلدين، غير أن اسماء الباشا وكيل وزارة التخطيط والتنمية اليمنية لشؤون التعاون الدولي توقعت أن تنعقد اجتماعات المجلس بين العاشر والخامس عشر من رمضان المقبل. وقالت ان "العلاقات بين المملكة واليمن تاريخية، وأعربت عن الأمل في أن تحظى كل القضايا التي تم بحثها بالاهتمام في اجتماعات مجلس التنسيق المرتقبة"، وأشارت الى ان المباحثات تناولت المشكلات المتعلقة بالصادرات وتسهيل دخولها الى البلدين، وقالت انه تم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لدراسة هذه المشكلات، كما تم خلال الاجتماعات التحضيرية تشكيل ثلاث لجان متخصصة اقتصادية وثقافية وأمنية، وأضافت ان "كل لجنة وضعت مسودة الاتفاق في مجال اختصاصها تمهيداً لرفعها الى اجتماعات مجلس التنسيق لاستكمال بحثها والتوقيع عليها". وأعربت عن أملها أن يتم التوقيع على جميع مشاريع الاتفاقات المقترحة بين البلدين والعمل على حل الاشكاليات التي أثيرت في اجتماعات اللجان التحضيرية، وقالت "نحن أيضاً مهتمون بمكتب المشروع السعودي وإعادة تنشيطه وتمكينه من استئناف أعماله التي كانت قبل الوحدة اليمنية، وإعادة تفعيل الاتفاقات السابقة، اما بتعديلها أو اضافة ملاحق أو مشاريع اليها". أكد يحيى أحمد الكحلاني رئيس اللجنة الاقتصادية في اللجنة التحضيرية من الجانب اليمني وكيل وزارة النقل، انه تم مناقشة تنشيط وتفعيل الاتفاق السابق بين البلدين في مجال النقل خصوصاً البري لأنه يخدم عملية التبادل التجاري والمنتجات الزراعية، وقال ان "اليمن تقدم بمشروع اتفاق في مجال تطوير النقل الجوي، مما جرى الاتفاق على الجانب المتعلق بالتعاون الصحي والعمل المشترك في مجال مكافحة الأمراض الوبائية المنتشرة أو المستوطنة في المنطقة، ومنها مرض "حمى الوادي المتصدع" في بعض المناطق الحدودية. وأضاف المسؤول اليمني ان الجانب السعودي أبدى دعمه للجانب اليمني خصوصاً في مجال تدريب الكوادر اليمنية والأنشطة المشتركة لمكافحة الوباء. وكان الوفد السعودي برئاسة مصطفى ادريس التقى أول من أمس الرئيس علي عبدالله صالح والدكتور عبدالكريم الارياني وبحث معهما مجالات التعاون المشترك والآفاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين على ضوء الاجتماعات التحضيرية لاحياء مجلس التنسيق اليمني - السعودي الذي توقف منذ أواخر الثمانينات.