أبلغت مصادر أفغانية مطلعة "الحياة" أمس ان حوالى 1100 من مقاتلي حركة "طالبان" استسلموا للمعارضة في ولاية لغمان شمال شرقي افغانستان وذلك بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة بين الجانبين اللذين تبادلا المواقع أكثر من مرة. وفي وقت احتفظت المعارضة ببلدة دولت شاه، استعادت "طالبان" منطقة علي شنج التي كانت فقدتها خلال المعارك. وما ينذر بجدية المعركة في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تؤدي السيطرة عليها الى فتح الطريق الى مدينة سروبي التي تربط كابول بجلال آباد في الشرق الأفغاني، قيام نائب وزير الدفاع في حكومة "طالبان" ملا عبدالرزاق بزيارة المنطقة من أجل رفع معنويات مقاتلي الحركة التي باتت تشعر بخطورة الجبهة الجديدة. وشنت قوات "طالبان" أمس أربعة هجمات على دولت شاه إلا أن المعارضة تصدت لها جميعاً. وترافق ذلك مع غارات جوية نفذتها مقاتلات موالية للحركة على مواقع المعارضة في المنطقة مرتين ما تسبب في الحاق بعض الخسائر في صفوف المعارضة. وتوازى هذا التطور بتعزيزات عسكرية استقدمتها الحركة من الجنوب لصد أي هجوم من قبل المعارضة في الشمال. وكان أحد قادة المعارضة الجنرال عارف خان هدد أخيراً بشن هجوم على مواقع "طالبان" في مدينة قندوز لاجلائها عن الشمال بكامله. وتحدثت المصادر أمس عن وقوع اشتباكات في قلعة زال بين الطرفين ما يشير الى احتمال بدء المعارك هناك. وربط المراقبون بين هذا التطور العسكري واللقاء الذي تم في طهران أخيراً بين القائد الطاجيكي المعارض أحمد شاه مسعود ورئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار، من أجل توحيد الجهود ضد "طالبان".