واشنطن، اوستن، تالاهاسي - أ ب، رويترز، أ ف ب - درس المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية جورج بوش ومساعدوه سبل التحرك بعدما واجهوا نكسة نتيجة قرار المحكمة العليا في فلوريدا السماح بمواصلة عمليات فرز الأصوات يدوياً في الولاية، ما قد يعطي المرشح الديموقراطي آل غور فرصة لتعويض الفارق بينه وبين منافسه الجمهوري. وأعرب بوش مساء أمس عن خيبة أمل إزاء القرار وقال انه فاز في الانتخابات. ووجهت ولاية ميامي ديد ضربة الى آمال الديموقراطيين عندما قرر المسؤولون فيها عزوفهم عن استئناف الفرز اليدوي. راجع ص 7 وقال مدير الحملة الانتخابية لآل غور وليم دالي انه سيسعى الى استصدار امر قضائي لكسر قرار المسؤولين في الولاية. في غضون ذلك، أدخل ديك تشيني المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مستشفى في واشنطن امس، اثر تعرضه لألم في الصدر. وأفاد ناطق باسم حملة بوش ان تشيني بدأ يتماثل للشفاء وان الفحوص التي اجراها دلت على ان لا شيء يثير القلق، علماً ان الاخير 59 سنة كان اصيب بأزمات قلبية. وتخوف الديموقراطيون من ان يلجأ الجمهوريون الى الاعتراض على نتائج الفرز في فلوريدا، بعد المهلة التي حددتها المحكمة العليا لتقديم النتائج بحلول مساء الاحد او صباح الاثنين على أبعد تقدير. وانتقد ليام ديلي مدير حملة غور أي محاولة محتملة من ادارة حملة بوش للجوء الى برلمان فلوريدا، حيث يتمتع الجمهوريون بغالبية، ومطالبته بتعيين ممثلي الولاية في الندوة الانتخابية، ما يؤدي الى ذهاب اصواتها ال25 لمصلحة المرشح الجمهوري. وهذا الاحتمال قائم نظرياً في حال العجز عن اختيار هؤلاء بحلول نهاية المهلة التي يحددها القانون، من خلال نتائج الانتخابات. ومعلوم ان مجموعة ممثلي الندوة في الولاية تتشكل في ضوء الاعلان عن الفائز هناك، وتكون عادة موالية له. ولم يستبعد مراقبون لجوء الجمهوريين الى المحكمة الفيديرالية العليا في الولاياتالمتحدة، بحجة ان الفرز اليدوي في ثلاث مقاطعات ذات غالبية ديموقراطية، انتقائي وغير عادل. لكن رد الفعل الأولي لمعسكر بوش، اتخذ منحى آخر وهو المطالبة باحتساب بطاقات لجنود اقترعوا في الخارج، تم تجاهلها لأنها لا تحمل ختماً بريدياً، ما حرم المرشح الجمهوري من اصوات. وطلب الجمهوريون من وزير الدفاع وهو من محازبيهم التحقق من احتساب كل اصوات الجنود في الخارج، باعتبار ان مهماتهم لا تتيح لهم احياناً الحصول على طوابع بريدية. ولوحت مصادرهم باللجوء الى القضاء لبت هذه القضية. واستمر الفرز اليدوي للبطاقات الانتخابية في مقاطعتي بالم بيتش وميامي دايد، فيما ظهرت نتائجه في برووارد حيث كسب غور 106 اصوات اضافية نتيجة هذا الفرز. وسيضطر المسؤولون عن الفرز في الولايتين الاخريين الى تسريع عملهم من اجل التزام المهلة التي حددتها المحكمة. لذلك قرر المسؤولون في ميامي دايد عدم اعادة فرز 645 الف بطاقة موجودة لديهم، والاكتفاء بفرز نحو عشرة آلاف كانت اعتبرت غير صالحة، في محاولة لتحديد رغبة الناخبين. وفي بالم بيتش، لم يكسب غور سوى ثلاثة اصوات اضافية بعد اعادة الفرز في 104 دوائر من اصل 531 في المقاطعة. وفي حال استمر الامر على ما هو عليه، يصعب على غور التقدم على بوش الذي احتفظ بفارق 664 صوتاً في الولاية كلها، بعد احتساب تلك الزيادات للمرشح الديموقراطي. ورأى محللون ان قرار المحكمة العليا في فلوريدا حقق لغور انتصاراً معنوياً كبيراً، لكن ترجمته على الأرض ليست مضمونة، ولأن المحكمة لم تحدد معايير يتبعها مسؤولو الفرز في شأن البطاقات التي يثير عدم وضوحها خلافاً. وكان غور سعى الى استغلال النصر القضائي، عارضاً على بوش اللقاء من اجل السعي الى تخفيف التلاسن بين انصارهما، لكن الأخير لم يرد على العرض، فيما علق مبعوثه الى فلوريدا جيمس بيكر على قرار المحكمة العليا قائلاً: "سندرس الامر لنرى ما يمكننا فعله لتصحيح هذا القرار غير العادل"، وزاد ان "كل الخيارات وارد".