وصف العقيد محمد دحلان مسؤول جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة دعوة زعيم حزب ليكود اليميني المتطرف ارييل شارون الى تصفيته بأنها "تحريض من مجرم كبير وقاتل وسفاح". وقال دحلان في تصريحات للصحافيين في مدينة غزة امس رداً على دعوة شارون الى تصفية قياديين فلسطينيين، من بينهم دحلان نفسه، ان "هذا النداء يدل على عنصرية الجانب الاسرائيلي"، مشيراً الى ان الاسرائيليين "حين يكتشفون ان منطقهم السياسي والتفاوضي قد فشل فإنهم يلجأون الى التصفية والقصف والعنف والقتل". وأضاف: "هذا تحريض من مجرم كبير شارون وليس من مسؤول، وشارون لم يكن يوماً مسؤولاً، انما مجرماً كبيراً وقاتلاً وسفاحاً ضد الشعب الفلسطيني". ووصف تصريح شارون بأنه "دعوة الى مزيد من القمع الاسرائيلي للشعب الفلسطيني". وشدد على ان اسرائيل "تحاول ان تهرب من مواجهة المشكلة التي وضعت نفسها فيها، ومن الالتزامات المفروضة علىها من خلال الاتفاقات التي وقعت بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي لم ينفذها الاسرائيليون حتى الآن". ورداً على دعوة شارون للمسؤولين الفلسطينيين الى عدم الظهور في الاماكن العامة والتهديد بتصفيتهم وقتلهم قال دحلان: "نحن لن نغير اسلوب حياتنا، واذا اعتقدت اسرائيل ان عملية الاغتيال تحل المشكلة تكون مخطئة"، مشدداً على ان "الدم لا يأتي الا برد فعل دم مماثل له". وفي شأن عمليات اطلاق النار والهجمات التي ينفذها مجهولون فلسطينيون، قال دحلان: "نحن لا نريد عسكرة الانتفاضة، لكنها الانتفاضة مستمرة". واضاف ان الشعب الفلسطيني "يئس من عملية السلام بسبب الممارسات الاسرائيلية العدوانية طوال سبع سنوات". وأضاف: "انتفضنا سبع سنوات انتفاضة 1987 - 1993 من دون مفاوضات ثم فاوضنا سبع سنوات اخرى من دون انتفاضة، وقبلنا تنازلاً تاريخياً بقبول نحو 20 في المئة من مساحة فلسطين، ومع ذلك تأتي اسرائيل لتقاسمنا فيها". وقال ان القصف الاسرائيلي "طاول المقار التي عملت طوال سبع سنوات على حماية عملية السلام، وحماية الأمن الاسرائيلي"، مشدداً على ان هناك خطاً فاصلاً بين 28 ايلول سبتمبر وما بعده. وأوضح ان القيادة الفلسطينية تقوّم ما جرى من عدوان وحشي على الشعب الفلسطيني، مشيراً الى ان الرئيس ياسر عرفات متمسك بعملية السلام وما زال لديه "أمل بسيط للغاية في عملية السلام"، معرباً عن أمله ألا تقتل اسرائيل هذا الامل، لأن ذلك سيكون دماراً على الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال ان لدى الفلسطينيين مطالب آنية وسياسية تتمثل في وقف العدوان والحصار والاغلاق، وفتح المعابر، "ومن المهم ان تفهم اسرائيل الدرس ورسالة الانتفاضة وان الشعب الفلسطيني يريد زوال الاحتلال". وزاد ان المطالب السياسية "تتمثل في ان تطبق اسرائيل القرار 242 وفي عودة مدينة القدسالمحتلة، وعودة اللاجئين الى ديارهم". وكان شارون أ ف ب قال امس رداً على سؤال للاذاعة الرسمية حول ضرورة مهاجمة العقيد دحلان: "يجب تصفية جميع الذين يرفعون يدهم على اطفال يهود ويمنعون الشعب الاسرائيلي من العيش بشكل طبيعي". في المقابل رفض زعيم حزب ليكود القول بوضوح ما اذا كان يدعم ايضا هجمات تستهدف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، واكتفى بالقول: "افضل عدم الدخول في تفاصيل والمبدأ يتمثل بوجوب تصفية الارهاب واولئك الذين يتعرضون لاسرائيليين". وحمل المسؤولون العسكريون الاسرائيليون وجهاز الامن الداخلي شين بيت السلطة الفلسطينية برئاسة عرفات وخصوصا العقيد دحلان مسؤولية الهجوم على حافلة اسرائيلية في قطاع غزة الاثنين.