لاقي قرار الرئيس حسني مبارك استدعاء السفير المصري من تل أبيب ترحيباً شعبياً واسعاً، لكنه لم يمنع جميع الأطراف من المطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة. في غضون ذلك تنطلق غداً أول قافلة شعبية مصرية تحمل أدوية ومواد غذائية إلى رفح تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية. واصدر قادة الأحزاب تصريحات مؤيدة للإجراء الرسمي، وعلى رغم أنهم اعتبروا القرار "خطوة إيجابية مهمة"، لكنهم طالبوا في الوقت ذاته بأن يكون "مقدمة لخطوات أخرى ضرورية لتعديل كامل في السياسات العربية في مواجهة إسرائيل". وطالب بيان أصدره حزب التجمع الحكومة اعتبار "السفير الإسرائيلي في القاهرة غير مرغوب فيه، وابعاده مع طاقم السفارة كخطوة تمثل الحد الأدنى لدعم النظام المصري للانتفاضة وللتضامن مع الشعب الفلسطيني". وقال الأمين العام للحزب الدكتور رفعت السعيد ل"الحياة" إن "استدعاء السفير المصري من تل أبيب نصف خطوة تنتظر الاستكمال بإجراءات تردع إسرائيل وسياستها العدوانية". ومن جانبه شدد رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة على "التأييد غير المشروط وبلا تحفظ لقرار مبارك ومساندته شعبياً"، وقال لپ"الحياة": "نؤيد كل خطوة أخرى يتخذها الرئيس مبارك لمواجهة العدوان البربري الهمجي الذي تمارسه العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ونحن مع الشعب المصري خلف الرئيس في هذه الخطوة الضرورية التي تفرضها الأحداث". واعتبر الأمين العام للحزب الناصري السيد ضياء الدين داود أن "القرار جاء بعد الفرص الكثيرة التي منحتها مصر لإسرائيل للابتعاد عن العنف وتعديل سياستها تجاه العرب"، مشيرا إلى "الترحيب بالقرار الذي يجب أن يكون مقدمة لتعديل كامل في السياسة نحو إسرائيل وضمنها طرد سفرائها من العواصم العربية وفي المقدمة من القاهرة". في غضون ذلك أصدر مئة مثقف مصري من كل الاتجاهات السياسية بياناً رحبوا فيه بقرار استدعاء السفير المصري من تل ابيب ودعوا الحكومات العربية والإسلامية إلى "أن تكون على مستوى آمال الشعوب ومشاعرها والامتناع عن الحؤول بينها وبين التعبير عن الغضب المشروع ضد الممارسات الصهيونية الباغية". وحمل البيان توقيعات عدة من بينها الدكتور محمد سليم العوا والكاتب محفوظ عبدالرحمن والمستشار سعيد الجمل والدكتور عبدالوهاب المسيري والمستشار طارق البشري والصحافي جلال عارف والكاتب فهمي هويدي والمحامي أحمد نبيل الهلالي ووكيل مؤسسي حزب "الوسط" أبو العلا ماضي والمفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب والقطب البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والنائب في البرلمان حمدين صباحي. الى ذلك، تنطلق غداً أول قافلة شعبية مصرية لدعم الانتفاضة تحمل معدات طبية ودوائية ومؤناً غذائية تقدر بنحو ستة أطنان متجهة إلى مدينة رفح على الحدود المصرية ويرافقها عدد من المثقفين ونجوم المجتمع البارزين في إطار نشاط "اللجنة الشعبية للتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية". وتضم اللجنة نواباً وعدداً من القيادات السياسية من اتجاهات مختلفة ومثقفين وفنانين منهم المخرج يوسف شاهين ورغدة ومحسنة توفيق والشاعر أحمد فؤاد نجم وعدد من قادة وناشطي المنظمات الحقوقية المصرية. وكانت اللجنة تلقت رسالة من وزير الخارجية السيد عمرو موسى أعرب فيها عن "ترحيب الوزارة بهذا الإجراء الذي يأتي في إطار مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة". وابدى موسى "استعداد وزارة الخارجية لتقديم أي مساعدة لتسهيل ارسال القافلة الشعبية الى الأراضي الفلسطينية المحتلة".