باغلاق سجن "المزة" الذي يُطل من تلة عالية على دمشق، تكون صفحة طويت بمعانٍ سياسية، وفتحت صفحة اخرى. واكد مصدر رسمي ل"الحياة" في اتصال هاتفي من عمان، ان "قرار اغلاق السجن وتنفيذ القرار تما قبل سنة ونصف سنة، وفي عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد". وزاد المصدر: "لم يُحدد بعد مجال التوظيف الذي سيشغله المكان"، علماً ان تاريخه يعود الى عشرات السنوات، وهو في حاجة الى عمليات ترميم واصلاح. وكان المصدر يُعلق على ما نشرته الصحافة من ان الرئيس بشار الأسد "أصدر قراراً بإغلاق السجن واستبداله بمعهد للعلوم التاريخية". وأوضح انه "لم يحدد بعد ما إذا كان السجن سيتحول الى مستشفى أم الى معهد". وربما تكون الاجراءات التنفيذية التي اتخذت في شأن السجن، وراء الاعتقاد بأن القرار والتنفيذ يعودان الى الأيام الأخيرة، بعد قرار الرئيس بشار العفو عن ستمئة معتقل من كل التنظيمات السياسية. وكان العقيد بسام الحسن مدير السجن تولى الاشراف على تصفية أمور المعتقل، تنفيذاً لقرار الرئيس الراحل، في حزيران يونيو الماضي. و"المزة" هو السجن الثاني الذي يُغلق في سورية بعدما اعيد فتح قلعة دمشق لتصبح معلماً تاريخياً للسياح، وكان "سجن القلعة" استضاف سجناء... بل شهد تصوير مسلسلات تاريخية. ويبقى "سجن المزة" الاكثر شهرة، لأنه استضاف "شخصيات لامعة"، بينها رؤساء مثل شكري القوتلي ورؤساء وزراء مثل خالد العظم، وسياسيون حاليون اضافة الى كونه "الأكثر ترفيهاً" بين المعتقلات. وقال سياسيون في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان "تاريخ" السجن يعود الى زمن الانتداب الفرنسي 1920 - 1947، حين استخدمه الفرنسيون "مكاناً لتأديب الرافضين التعاون معهم". وذكر احد هؤلاء السياسيين ان "السجل الفعلي للسجن بمعناه الراهن سياسياً، بدأ أيام العقيد حسني الزعيم، الذي اعتقل فيه معارضي انقلابه عام 1949" الذي دشن الانقلابات العسكرية، واستخدام "معتقل المزة".