أنهى مؤتمر قمة المرأة العربية امس أعماله وسط ردود فعل متباينة بين ترحيب بهذا التجمع النسوي الاول، وعدم ارتياح من "فرض" صيغة البيان الختامي من دون السماح بفرصة الحوار أو المناقشة. الموقف الغاضب عبرت عنه رئيسة الوفد العراقي في الكلمة التي طلبتها قبل الكلمة الختامية للسيدة سوزان مبارك، وقالت رئيسة الاتحاد العام لنساء العراق السيدة منال الألوسي ان البيان يعبر عن رأي كاتبه، وشجبت صيغة البيان النهائي. وقالت الألوسي ل"الحياة" إن العراق "كان يتوقع إشارة واضحة الى معاناة المرأة العراقية، وهو ما لم يحدث باستثناء إشارة مقتضبة لمعاناة المرأة العراقية، الى جانب محنة المرأة الكويتية استجابة للضغط المفروض من وفد دولة اخرى". وأكدت الامينة العامة للمجلس القومي للمرأة السفيرة ميرفت تلاوي أن صيغة البيان أرسلت الى الوفد قبل ثلاثة ايام لمراجعتها، مشيرة الى استحالة فتح الباب امام جميع الوفود لمناقشة البيان اثناء الجلسة. وقالت ان الإشارة الى رفع الحظر عن العراق يقابل بالمطالبة بالإشارة الى الاسرى الكويتيين، ما يفتح الباب امام تعريف الاسرى، وهل هم مفقودون، "لذا حاولنا اختصار الجزئية السياسية". واضافت تلاوي أن مهمتها ليست الدفاع عن عبدالمجيد، لكنها نفت ان يكون متحيزاً للعراق او الكويت. أما عدم الارتياح، فكان من نصيب عضوات في الوفد الفلسطيني اللواتي طلبن من عبدالمجيد تخصيص ندوة عن "المرأة تحت الاحتلال"، وكان رده ان اقتراحات الوفود سيتم تضمينها في وثائق المؤتمر. لكن المرأة الفلسطينية ومعاناتها وجدت طريقها الى البيان الختامي، الذي حيا كفاحها وصمودها، وطالب المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الامن الدولي اتخاذ اجراءات فوراً وفي شكل عملي لإرسال قوات دولية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة لتوفير الحماية. وعن تغيب كل من السعودية وقطر والجزائر عن المشاركة في المؤتمر، نفت تلاوي ان يكون ذلك مقاطعة، واضافت: "من حق أي دولة ان تعتذر عن عدم الحضور". واتفق في البيان الختامي الذي جاء تحت عنوان "إعلان القاهرة للمؤتمر الاول لقمة المرأة العربية" على عقد القمة دورياً كل سنتين، على أن تعقد قمة استثنائية سنة 2001 لمناسبة عام المرأة العربية، وكذلك مناقشة فكرة إنشاء مؤسسة لقمة المرأة العربية. أعلنت نائبة رئيس الصندوق العربي للتنمية الدكتورة ميرفت بدوي أن الصندوق قرر في ضوء اعمال قمة المرأة العربية تخصيص منحة قيمتها عشرة ملايين دولار اميركي لمساندة الشعب الفلسطيني. واضافت ان اجمالي المنح التي قدمها الصندوق العربي للفلسطينيين بلغت 80 مليون دولار ، اضافة الى مئة مليون دولار قروضاً حسنة من طرق ومياه وتعليم وصحة وزراعة. من جهة اخرى ابدت مساعدة الامين العام للامم المتحدة لشؤون المرأة انجيلا كينغ استعداد الاممالمتحدة للمساهمة في تفعيل توصيات المؤتمر وإن كانت لم تتلق بعد طلباً رسمياً بذلك.