تشارك المطربة ماجدة الرومي في الاحتفال بيوم الاغذية العالمي الذي تقيمه المنظمة العالمية للتغذية الفاو في مدينة المنامة في 23 الجاري لحملة "تليفود" الانسانية. وقد اختيرت المطربة اللبنانية سفيرة شرف للمنظمة في العالم العربي للعام 2001 اسوة ببعض الفنانين العالميين من امثال ماريام مركبا وجينا لولوبريجدا. هنا الكلمة التي ستلقيها المطربة ماجدة الرومي في احتفال المنظمة في البحرين. نَوازِع الخير فينا ليست كالأحلام تظهر فجأة. إنها واقع ومعايشة لمفردات سلوكنا اليومي، ولا سيما عندما تصدم واقعنا حقائق وأرقام لا مناص لنا من فهم دلالاتها وأبعادها، كحقائق الفقر والجوع وأعداد الملايين من البشر الذين يعانون تحت وطأتها. وتبدو الصورة أكثر وضوحاً وأشد إيلاماً عندما يكتنفها نمط للتناقض يبدو للناظر مذهلاً. فجانب من الصورة يعكس كل يوم رغد هذا العالم وما يرفل فيه من ترف العيش. وجانب آخر يعكس مأساة نحو ثمانمئة مليون من البشر، ربعهم من الأطفال الصغار دون سن الخامسة، تتهددهم أمراض سوء التغذية أو الموت جوعاً. حجر حرك بحيرة لذلك، فإن حملة "تليفود" التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عام 1997، في أعقاب مؤتمر القمة العالمي للأغذية، تعد في نظري، بمثابة الحجر الذي حرك بحيرة من الصمت واللامبالاة إزاء هذه الأعداد الغفيرة من البشر، كما أنها إثراء لنوازع الخير لدى الإنسانية جمعاء. ولعل هذا البعد الأنساني الجديد أصبح الآن بعد ثلاث سنوات من عمر هذه الحملة نافذة يتطلع من خلالها المرء إلى مستقبل مغاير لواقع إنساني أو بشري في عالم آن له أن يتخلص من كل مثالب الماضي. لقد تأكد لي من خلال ما اطلعت عليه في وثائق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن برانامج تليفود ومشاريعه العاملة أننا بصدد قضية حيوية تتعلق بفئات من البشر كانت بحكم الضرورات مهمشة وأصبحت الآن، وهي في مركز الاهتمام، تجني ثمار هذه الحملة العالمية المكثفة. اذ تجاوز حجم التبرعات لمشاريع تليفود مبلغ ستة ملايين دولار، استثمرت بالكامل في تمويل نحو ستمئة وثلاثين مشروعاً تمثل جانباً مهماً من عناصر الأمن الغذائي لأشد فئات المجتمع تضرراً في أكثر من مئة بلد، بما في ذلك بلدان عربية عدة. إنها مشاريع رائدة محدودة النطاق، ولكنها في الوقت ذاته قابلة للانتشار ضمن آلية التنامي المستمر طالما لقيت الدعم المادي المتواصل من المجتمع المدني وخصوصاً القادرين فيه. لقد تابعت في العام الماضي أحد برامج تليفود، التي تبث في الغالب على الهواء مباشرة، وكان من لندن، فبلغ بي التأثر مداه لما أبداه المجتمع العربي من تجاوب مع هذه الحملة الإنسانية، وذلك أمر ليس غريباً علينا. والآن وأنا أبدأ المشاركة في هذا العمل النبيل في بلد عريق كالبحرين أجدني في موضع طبيعي أوجه منه رسالة تتصل مباشرة بصميم عمل الفنان ورسالته: الإلتحام بالآخرين ومشاركتهم قضاياهم الملحة وتطلعاتهم. ولعل من دواعي سعادتي بهذا الدور أن أمثل الحضور العربي إلى جانب رموز عالمية شهيرة تحمل راية هذه الحملة منذ بدايتها كالفنانة صوفيا لورين والمايسترو لوشيانو بافاروتي وسفيرات النيات الحسنة لمنظمة الفاو جينا لولوبريجدا وماريام ماكيبا وديدي بريدجووتر، فضلاً عن كوكبة من المشاهير في شتى مجالات الحياة. لقد ملأتني الحماسة حين دعيت للانضمام الى حملة تليفود العالمية فلبيت الدعوة على الفور. وأجدني الآن أقف في موقع متقدم ضمن هذه الكوكبة من مشاهير العالم نرسل البصر إلى أقصى نقطة تنشدها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وتتخذها شعاراً ليوم الأغذية العالمي لهذا العام ألا وهي "ألفية متحررة من الجوع".