تباينت عروض حراس المرمى للفرق المشاركة في البطولة العربية الحالية، فقدم البعض مستويات ممتازة وتقدمهم حارس النصر محمد الخوجلي الذي نجح في الحفاظ على شباكه عذراء طيلة 360 دقيقة. وحل ثانياً لجهة حماية مرماه حارس المحمدية طارق الجرموني هدفان ثم حارس العربي احمد الجاسم ثلاثة، ومن بعده حارس الهلال محمد الدعيع الذي ولجت مرماه أربعة اهداف. ويبرىء الهلاليون ساحة حارسهم العملاق من مسؤولية الاهداف الاربعة. واللافت ان شباك الخبير يونس احمد حارس الريان تلقت 14 هدفاً، وهو رقم كبير لا يليق بتاريخه ولا بإنجازاته. وعلى رغم من بلوغه الاربعين فإنه بدا شاباً، لكن خبرته عجزت عن ترميم العجز في خط دفاعه. افضل حارس ويُعد الدعيع الاكثر حصولاً على جائزة افضل حارس اذ حققها في اربع مباريات، وهو مرشح في شكل كبير لنيل جائزة افضل حراس البطولة. ولد محمد عبدالعزيز الدعيع عام 1972 في مدينة حائل شمال السعودية وسط عائلة رياضية مشهورة، فسبقه اخواه عبدالله وفهد الى التسجيل في نادي الطائي وهو احد ناديين يتنافسان في مدينتهم الشمالية اضافة الى الجبلين. ولم يبتعد الدعيع "الصغير" عن مسار شقيقيه فالتحق بهما الى ناديهما ومعه اخوه الاصغر خالد الذي اختار اللعب مهاجماً مخالفاً اتجاه اشقائه، وبدأ محمد لاعباً في فريق كرة اليد الى ان شاهده ذات يوم المدرب الوطني فرج الطلال فاستدعاه الى فريق الأشبال في الطائي، وظل الحارس الصغير صاحب الرقم 3 بين حراس المرمى بعد اخويه. وبدت الفرصة غير سانحة للدعيع الصغير للعب اساسياً في الدرجة الاولى، خصوصاً بعد تعملق اخيه الكبير عبدالله واحرازه لقب افضل حارس في آسيا اثر تحقيق المنتخب السعودي لكأسي آسيا 1984 و1988. وباتت مشاركة محمد مقتصرة على المباريات التي يكون فيها عبدالله مع المنتخب، ونجح الحارس الصغير في ازاحة اخيه الاوسط فهد وصار الحارس الثاني بعد عبدالله. كأس العالم وعرف السعوديون حارسهم الدولي في عام 1989،وتحديداً في نهائيات كأس العالم للناشئين التي حصد السعوديون لقبها، وبرز الدعيع في المباراة الختامية امام اسكتلندا ونجح في صد ركلة جزاء. ويعود الفضل في ضمه الى منتخب الناشئين الى المدرب السعودي محمد الخراشي ومساعده حمود السلوة. واختير الدعيع للمنتخب الاول عام 1992، وشارك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1993 التي اقيمت في قطر. ومنذ ذلك الوقت لم يتزحزح الدعيع عن المرمى السعودي، وشارك في كأسي العالم 1994 و1998 في الولاياتالمتحدة وفي فرنسا ، وحصل مع منتخب بلاده على كأس الخليج للمرة الاولى عام1994، وكأس آسيا 1996 للمرة الثالثة. وحقق انجازات عدة مع المنتخب، لكنه لم يحقق شيئاً مع فريقه الطائي، واكتفى باللعب مرة واحدة في نهائي كأس ولي العهد. الاحتراف وكان الدعيع افضل لاعبي فريقه، وتمسك النادي به كثيراً. وهو لم يحاول بدوره الابتعاد عن ناديه الا بموافقة الادارة، فقدمت له في مقابل تضحياته راتباً شهرياً مقداره 30 الف ريال قبل ان تخفض الرواتب من قبل الاتحاد السعودي، ليصبح سقفها الأعلى 20 ألفاً. واستمر الطائي رافضاً لرحيل نجمه الاّ ان الاغراءات التي تلقاها النادي كان يسيل لها اللعاب، ولأن الطائي تعرّض لازمة مالية فكان الحل هو الرضوخ لمطالبات الاندية الاخرى. ودخل الطائي في مزايدات لم تشهد لها سوق اللاعبين السعوديين مثيلاً، وتنافس ناديا العاصمة الهلال والنصر، لكن الاول ظفر به بعد رحلة طويلة حسمها اعضاء شرفه البارزون وبات الدعيع اغلى لاعب سعودي اذ انتقل الى الهلال في مقابل 5.5 ملايين ريال قبل ان "يمسح" مرزوق العتيبي هذا الرقم ب 9 ملايين ريال دفعها الاتحاديون عن طيب خاطر للشباب. مرحلة جديدة يتفاءل الهلاليون كثيراً بحارسهم العملاق اذ ان فريقهم لم يخسر اي بطولة شارك فيها الدعيع منذ البداية. واذا كان الدعيع قد حُرم لذة الانجازات مع الطائي، فانه وجدها بالتأكيد مع الهلال وساهم الموسم الماضي في تحقيق بطولات عدة هي كأس المؤسس، وكأس ولي العهد، وكأس البطولة الآسيوية لابطال الدوري . انجازات شخصية يفتخر الدعيع كثيراً بلقب حارس القرن في آسيا 1998 ويعتبر ان هذا اللقب افضل الالقاب التي حصل عليها، وعادل رقم المشاركات الدولية التي لعبها نجم المنتخب السعودي المهاجم ماجد عبدالله 140 مباراة دولية. وينتظر ان يصبح الدعيع عميداً للاعبين السعوديين بعد ان يشارك في التصفيات الاولية المؤهلة الى كأس العالم 2002. ويمتاز بالمرونة التي تؤهله للتصدي لأصعب الكرات، وسرعة البديهة، وبتكوين بدني ولياقي جعله مميزاً عن غيره من الحراس.