تشهد الجزائر الشهر المقبل انتخابات جزئية لتجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة ستكون الأولى في عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وقُتل اربعة أشخاص في مجزرة جديدة تأتي عشية بدء شهر رمضان. قرر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إجراء انتخابات محلية جزئية يوم الخميس 28 كانون الأول ديسمبر المقبل بهدف تجديد ثلث مجلس الأمة الغرفة الثانية في البرلمان. وتشمل عملية الاقتراع نحو 21 ألف عضو في مجالس البلديات والولايات سيدلون بأصواتهم لتعيين 48 عضواً من بين المنتخبين في مجلس الأمة. ودعا بوتفليقة، في مرسوم رئاسي حمل تاريخ 30 تشرين الأول أكتوبر الماضي، الهيئة الناخبة الى المشاركة في عملية الاقتراع. وينص الدستور المعدل سنة 1996 على إجراء انتخابات جزئية كل ثلاث سنوات لتجديد ثلث أعضاء مجلس الأمة أي 48 عضواً. وجرت الانتخابات الماضية في 23 تشرين الأول أكتوبر 1997 وأثيرت في شأنها دعاوى بالتزوير أكدها لاحقاً تقرير برلماني دعا إلى إلغاء نتائجها. ويتولى التجمع الوطني الديموقراطي غالبية مقاعد المجلس 144 مقعداً، ويليه حزب جبهة التحرير الوطني القريب من بوتفليقة، ثم كتلة "الثلث الرئاسي" وعددها 48 شخصية يُعينها رئيس الجمهورية. أما بقية المقاعد فهي موزعة على جبهة القوى الاشتراكية ثمانية مقاعد وحركة مجتمع السلم وحركة النهضة والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية لكل منها مقعدان. ويتوقع أن يعلن بوتفليقة، مباشرة بعد إذاعة نتائج الانتخابات، تعيين 10 أعضاء من الثلث الرئاسي الذين شغرت مقاعدهم إثر توليهم مهمات أخرى. ومن بينهم رئيس الحكومة السابق السيد أحمد بن بيتور، والسيد محيي الدين عميمور وزير الاتصال والثقافة الحالي. وتستبعد أوساط قريبة من رئاسة مجلس الأمة أن يعمد بوتفليقة إلى تنحية الرئيس بشير بومعزة لتكليفه بوظيفة أخرى، بعكس ما تردد في السابق، على رغم أن العلاقة بين الرجلين عرفت توتراً بسبب الحملة التي شنها رئيس الجمهورية على المجلس الذي رأى أن دوره يُعرقل عمل الغرفة الأولى في البرلمان والمنتخب كلياً في اقتراع شعبي مباشر. مجزرة في المدية وعلى الصعيد الأمني، أفاد شهود في بلدية وزرة في ولاية المدية 90 كلم جنوب العاصمة أن مجموعة مسلحة دهمت منتصف ليل الجمعة - السبت منزل عائلة أحد القرويين وقتلت أربعة من أفراد العائلة. وذكر أحد الشهود، في اتصال مع "الحياة"، أن المجموعة ألقت في البداية متفجرات على نوافذ المنزل ثم أطلقت وابلاً من الرصاص على كل من هب للخروج من البيت. وقُتل الآخرون داخل المنزل بأسلحة بيضاء. ولم تعلن الحكومة وقائع هذه المجزرة التي تأتي عشية بدء شهر رمضان. ونشرت صحف محلية، أمس، أنباء عن سن الحكومة تدابير أمنية جديدة ذات "طابع وقائي" لتفادي تحول شهر رمضان إلى شهر للاغتيالات. ودأبت الحكومة على تنفيذ مثل هذه الإجراءات التي تتلخص اساساً في وضع الحواجز على مداخل المدن ومنع توقف السيارات في الشوارع الرئيسية.