وصلت إلى السودان أمس ميليشيا حزب الأمة المعارض من اريتريا قضت فيها نحو خمس سنوات، في خطوة تنهي النشاط العسكري للحزب المعارض من الخارج. في غضون ذلك كانت اكتملت الترتيبات لعودة زعيم الحزب السيد الصادق المهدي إلى البلاد يوم الخميس المقبل. وعبرت قوات "جيش الأمة للتحرير" بقيادة عبدالرحمن نجل المهدي مساء أول من أمس الحدود الاريترية، واستقبلها في نقطة اديبره الحدودية مسؤولون في ولاية كسلا وقياديون في الحزب. ويبلغ عدد أفراد المجموعة العائدة نحو 1100 شخص بينهم أسر بعض الضباط. وخصصت سيارات لنقل القوة إلى معسكر في جنوبالخرطوم بعد ان احتجزت السلطات الاريترية نحو 80 سيارة يملكها حزب الأمة. وأوضح قائد الميليشيا في قطار اريتريا الرائد آدم سلطان أن عودة المقاتلين تأتي في إطار جهود حزب الأمة لتحقيق الحل الساسي الشامل، ودعم الأجندة الوطنية. إلى ذلك، قال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي إنه يحاور الحكومة ثنائياً "لتنفيذ أهداف جماعية". وأكد في حديث بثته الاذاعة السودانية الرسمية أمس حرصه على "اتفاق جماعي"، لأنه تهمه مصلحة السودان على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشيراً إلى أن "الهدف من التفاوض هو تفعيل الآليات لإزالة العيوب وإقرار تسوية سياسية شاملة". وكشف عن لقاءات مهمة جرت بين قيادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" والإدارة الأميركية أخيراً "أسفرت عن اتفاق يقضي بقتل المبادرة المصرية - الليبية لتحقيق الوفاق السوداني". وذكر أن واشنطن ترى ان الضغط على الحكومة السودانية يجب أن يستمر حتى تتحقق مطالب زعيم الحركة العقيد جون قرنق. واتهم شخصيات من التجمع المعارض بأنها "تضع العراقيل أمام المساعي المصرية - الليبية". واعتبر المهدي أن "الأجواء باتت مهيأة لقيام تحالفات سياسية جديدة في السودان تقوم على أسس استراتيجية"، واصفاً التحالفات الراهنة في الساحة بأنها "ذات طبيعة تكتيكية سواء في أوساط الحكومة أو المعارضة". وأفاد أنه عائد إلى السودان "لمواصلة العمل من أجل الأجندة الوطنية" التي يتبناها حزبه "في مواجهة الأجندة الشمولية والاستئصالية الحربية". وقال إنه يعود لبلاده لأن العمل المعارض من الخارج "كلفته السياسية باهظة"، وقلل من أهمية تحقيق التجمع المعارض والحركة الشعبية، أي انتصار عسكري على الجيش السوداني في المرحلة المقبلة. وزاد "هذا ليس بمقدورهما وما يقومان به هو محاولة لاثبات وجودهما على أرض الواقع".