مبنى "الأوبرا"، أحد معالم بيروت قبل الحرب التي أتت نيرانها على محتوياته، سيستعيد تألقه اعتباراً من تموز يوليو المقبل، بعدما قررت شركة "فيرجن" Virgin الإسم الرائد في عالم الموسيقى والترفيه، استثماره من مالكه محمد الثاني عبود عبدالرزاق، لمدة 21 عاماً، ليكون أول مركز لبيع منتوجاتها في الشرق الأوسط. فاختيار بيروت نقطة انطلاق للشركة التي تملك 150 متجراً في الولاياتالمتحدة وانكلترا واليابان وفرنسا وغيرها من الدول، هدفه على ما قال رئيس فرع الشركة في فرنسا والمسؤول عن غرب أوروبا جان نويل رينار في مؤتمر صحافي عقده في فندق "فاندوم" في بيروت "ان الشرق الأوسط، وبحسب دراسات الشركة، هو سوق المستقبل، خصوصاً ان الأسواق الأوروبية والآسيوية تعاني الركود، ونعتقد ان لبنان مكان جيد لدخول منطقة الشرق الأوسط، لذلك قررنا وفي سرعة البدء بالمركز التجاري في بيروت". وعن سبب اختيار مبنى "الأوبرا" الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1930، قال: "انه مكان مميز، حين شاهدته تأثرت كثيراً، فهندسته جميلة جداً، وتمكّننا من عرض سلعنا بطريقة جذابة. انه يشبه المركز التجاري للشركة في باريس في فرادته وعراقته". وكان مبنى "الأوبرا" استضاف في النصف الأول من القرن الماضي كبار المطربين العرب أمثال أم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب، وكان يتضمن صالة السينما الوحيدة في بيروت، وكانت فوق الأرض لا تحتها. وكان أصحاب المبنى استردوه من شركة "سوليدير" وبلغت كلفة تأهيل هيكله الخارجي مليون دولار. ويعتقد رينار "ان الناس في حاجة الى سماع الموسيقى، وما لم يتوافر العرض لن يكون طلب. نحن سنعرض كل شيء ليراه الناس ويقرروا ماذا يريدون. المركز التجاري لن يكون مكاناً لشراء سلعة فحسب. انه مكان لاختبار الأحاسيس أيضاً". مساحة مبنى "الأوبرا" تفوق 2800 متر مربع، وتتوسطه صالة كبيرة يبلغ ارتفاع سقفها 12 متراً. ومن المتوقع ان تجذب آلاف الأشخاص، إذ ستتعدد المنتوجات المتعلقة بالموسيقى من أفلام على اسطوانات الليزر DVD والاسطوانات المدمجة وأشرطة الكاسيت. وهذه السلع ستشغل 50 في المئة من مساحة المبنى وسيكون أمام الزائر الاختيار من بين 50 ألف عنوان موسيقي، وتشمل الاسطوانات المدمجة تنوعاً موسيقياً هائلاً من روك وبوب وجاز وكلاسيك وموسيقى عربية وغيرها، الى جانب أشرطة كاسيت منوعة ومهمة بأسعار مخفوضة لجذب الزبائن من كل الشرائح الاجتماعية، والذين تتفاوت قدراتهم الشرائية. والى جانب ذلك سيضم المركز متجراً لبيع الكتب والمجلات ويستضيف حفلات توقيع المؤلفين وانتاجاتهم. وسيحتوي مكاناً خاصاً بمنتوجات الكومبيوتر والهاتف النقال والألعاب الالكترونية ومتجراً لبيع الكاميرات وأدوات التصوير ومركزاً لتظهير الأفلام خلال 17 دقيقة. وسيضم المبنى مطعماً على "التراس" وآخر داخلياً لتقديم المشروبات والأطعمة العالمية، وهما يشرفان على البحر، وسيتمكن الزبائن من خلال شاشة عملاقة ومسرح، من متابعة عروض فنية منوعة. وأوضح السيد جهاد غبريال المر، أحد أصحاب شركة "ميغاستور" في لبنان التي تملك امتياز "فرجن" في لبنان، ان كلفة المشروع تبلغ خمسة ملايين دولار في أجمل معلم من معالم بيروت بالقرب من ساحة الشهداء وآخر مهلة لانجازه منتصف تموز المقبل. وإذا كانت شركة "فيرجن" تستعد في الوقت نفسه لفتح محلين لبيع سلعها في دبي وأبو ظبي في دولة الامارات العربية المتحدة في الصيف المقبل، وهما لن يكونا بضخامة مركز بيروت، فإن التحدي الذي يستعد أصحاب امتياز استثمار الشركة في بيروت لمواجهته يتمثل بممارسة الأجهزة الأمنية الرقابة المسبقة على الأشرطة الموسيقية التي ستستورد، والتي يعتقدون انها غير منصفة، وضمان تطبيق قانون حماية الملكية الفردية. وكشف المر ل"الحياة" ان اتصالات تُجرى بين شركة "ميغاستور" وشركات موسيقية أخرى في لبنان لتشكيل لجنة للتقدم بطلب من الدولة لحماية انتاجهم، مشيراً الى "ان اختيار الزبائن الأشرطة الأصلية لن يكبدهم أموالاً طائلة وقد أخذ هذا الأمر في الاعتبار".