كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن قلة النجوم المواهب في الكرة السعودية بعدما اشتهرت بتقديم الكثيرين منهم، وأكدت غالبية المتابعين انها باتت عاجزة عن افراز وجوه جديدة تصل الى مرتبة النجومية. واخيراً، بدا في الافق مولد موهبة جديدة تبشر بالخير ردت على كل المتشائمين، وجعلتهم يعيدون حساباتهم من جديد. هذا النجم الموهوب هو نواف بندر التمياط الذي ابصر النور في 22 آب اغسطس عام 1976 في الرياض... سبقه الى الدنيا والى الملاعب الخضراء شقيقاه صفوق ومحمد، وهما توجها الى ضاحية العريجاء وتحديداً الى نادي الهلال بعدما اكتشف مدرّس التربية البدنية موهبتهما. وتسجلا في كشوفات الهلال من دون ان يعرفا المستقبل الذي ينتظرهما، لكن المدرب البرازيلي جوزيه كنديدو توسّم فيهما النجابة المبكرة فراهن على نجاحهما، وهو كسب الرهان فعلاً لأنهما مثّلا الهلال في الدرجات كلها قبل ان تبعد الاصابة صفوق ويختار محمد الابتعاد برغبته. لكن العائلة لم ترضَ ان يُدرج اسمها في طي النسيان فقدمت الصغيرين نواف وزيد، وانقطع الاخير للدراسة واستمر الاول، واطمأن الهلاليون على ان فريقهم للناشئين يضم موهبة كبيرة بين صفوفه ستجد فرصتها لتمثيل الفريق الاول بعد اعتزال "عتاولة" الهلال المصيبيح واليوسف وعبادي. واللافت ان الموهبة كانت ستنتهي في مهدها، بعدما تعرّض نواف لاصابة شديدة وهو في درجة الشباب، اذ اصيب بتمزق في اربطة الركبة ما ابعده عن الملاعب سنة كاملة. واختير التمياط الصغير لتمثيل منتخب الشباب للمشاركة في بطولة الصداقة الدولية التي اقيمت عام 1995 في سلطنة عمان، ومنحه مدرب المنتخب محمد الخراشي المشهور بتقديم المواهب الفرصة فأثبت علو كعبه. وبمجرد عودة التمياط من عُمان، رفعه المدرب الروماني ايلي بالاتشي الى الفريق الاول للهلال فأكد ذاته على رغم انه لعب وسط عتاولة من طينة الثنيان والجابر والتيماوي وابو اثنين. ومذاك لعب نواف ما يقارب 250 مباراة مع الهلال سجل خلالها 35 هدفاً، وبفضل مهارته وموهبته اختاره مدرب المنتخب السابق كارلوس البرتو للمشاركة في كأس العالم 1998، لكن المدرب التشيخي ميلان ماتشالا منحه الفرصة الاكبر لتمثيل بلاده عام 1999 في المكسيك. ولعب التمياط حتى الآن 29 مباراة دولية احرز فيها 9 اهداف، وقدّم نفسه صانعاً للالعاب من الطراز الاول... وهو يحظى بحب الجماهير السعودية. الفتى الذهبي ويُلقّب التمياط بالفتى الذهبي بعدما تخصص في تسجيل الاهداف الذهبية، وكان آخرها هدفه الذهبي في مرمى الكويت في الدور ربع النهائي من كأس الامم الآسيوية في لبنان، والتي انتهت نتيجتها سعودية 3-2. ويرتبط التمياط بعقد "احترافي" مع الهلال لمدة ثلاث سنوات تنتهي الصيف المقبل، ولا أحد يعرف ماذا سيفعل بعدها. ويصعب التصور لدى الهلاليين ان يشاهدوا لاعبهم الفنان في اي فريق سعودي آخر، وهو يشاركهم الرأي ذاته "لا افكر في اللعب لغير الهلال داخل السعودية، لكن طموحي يتعدى الحدود المحلية". ويرشح عدد كبير من النقاد التمياط للعب خارج المملكة لأنه مؤهل لذلك فعلاً، وليصقل موهبته ويتعلم الانضباط الكروي، بل ويراهنون على نجاحه. وعلى رغم حداثته في الملاعب، فإنه يمتاز بارائه الرياضية المهمة في الكثير من المسائل وخصوصاً الاحتراف، ويؤكد دائماً ان "اللاعبين لم يقرأوا لائحة الاحتراف جيداً، بل ان الكثيرين منهم وقعوا من دون ان يعرفوا حقوقهم او حقوق انديتهم وعند نهاية العقد تبدأ المشكلات في الظهور على السطح. اقترح ان يعمد اللاعبون الى مكاتب محاماة لتوثيق العقود وهو معمول به في جميع انحاء العالم ،انا بدوري سأفعل ذلك". ويعتز بالانجازات التي حققها "حققت مع الهلال لقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مرتين وكأس ولي العهد وكأس الامير فيصل بن فهد مرتين وكأس البطولة العربية لابطال الدوري وكأس البطولة الخليجية وكأس السوبر الآسيوية وكأس ابطال الكؤوس الاسيوية، وأعتبر الموسم الماضي من افضل المواسم التي لعبتها بعدما حقق الهلال رباعيته المشهورة" نواف الانسان وبعيداً عن ملاعب كرة القدم، يتحلّى التمياط بأخلاق رفيعة وحسن تعامل مع معجبيه، وهو عضو في الجمعية السعودية لرعاية المعوقين ويحرص على التواصل معهم واللقاء بالاطفال منهم خصوصا.ً وقام بجولة قبل اولمبياد المعوقين الاخير في سيدني لدعم البطل السعودي حامد الجندل، كما يحرص على زيارة المرضى لمواساتهم ويقول في هذا المجال: "ذقت مرارة الالم والمرض، الاصابات جعلتنا نلازم المستشفيات، احاول زيارة المرضى للتخفيف عنهم فأنا جرّبت ذلك". ويفضل التمياط ارتداء القميص رقم 11 مع الهلال، و18 مع المنتخب.