تميز اليوم الثاني للقمة الاسلامية في الدوحة، باجتماعات ثنائية عديدة لحسم جدل طاول خصوصاً بند العراق - الكويت وبت "اعلان الدوحة". كما تميز بوساطات تولاها غير طرف. وبين اللقاءات البارزة كان اجتماع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي التقى ايضاً نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. كما التقى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وتناولا الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. وفيما شدد الأمير عبدالله في كلمة وزعت خلال القمة، على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967، و"امتثال العراق" للقرارات الدولية "من دون انتقاء أو مماطلة"، اكد الحريري ان سياسة اسرائيل "تضر شعبها" ودعا الدول الاسلامية الى قطع العلاقات معها ووقف التطبيع. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اشاد بالقرار "الشجاع" الذي اتخذه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة. وقال في كلمة ألقاها خلال الجلسة المسائية للقمة أول من امس انه يأمل بأن تغلق الدول الاسلامية "السفارات والمكاتب الصهيونية"، وتوقف "كل التعامل والتطبيع والعلاقات" مع الدولة العبرية. واعتبر ذلك "أقل ما يمكن اتخاذه تضامناً مع الشعب الفلسطيني"، وحض الاممالمتحدة على ارسال قوات دولية لحماية هذا الشعب. وناشد القادة المجتمعين في الدوحة "تبني استراتيجية اسلامية" لمواجهة "التحدي الصهيوني". وتساءل "لماذا لا نتضامن نحن، كأبناء أمة اسلامية واحدة، مثلما يتضامن الصهاينة في الولاياتالمتحدة أو في أوروبا وفي كل مكان، مع الكيان الصهيوني الجاثم على الأرض العربية والمقدسات الاسلامية"؟ وتمنى "ان تراجع الولاياتالمتحدة حساباتها" للتراجع عن التلويح باستخدام الفيتو ضد ارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني و"ان تدرك ان ذلك الموقف يشكل تحدياً لمشاعر الأمة الاسلامية". الى ذلك، علمت "الحياة" ان لقاء خاتمي - بوتفليقة امس، وهو الأول منذ تطبيع العلاقات بين بلديهما ركز على التنسيق الجزائري - الايراني في القمة وتفعيل العلاقات الثنائية. واجرى خاتمي محادثات مع الرئيس ياسر عرفات مساء، في حين اكد وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف ل"الحياة" ان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق عزت ابراهيم الدوري سيلتقي اليوم الرئيس الايراني. وفي تصريحات إلى "الحياة" أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي أن قرارات القمة الإسلامية تكمن أهميتها في "الاجماع على الطلبات التي قدمتها المنظمة، وهي قطع العلاقات مع إسرائيل ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتشكيل لجنة التحقيق في المسؤولية عن المواجهات ودعم الانتفاضة". أما السيد فيصل الحسيني فاعتبر ان نجاح القمة يتجسد في "تبنيها دعم صندوق القدس ومقاطعة إسرائيل". وهل تشمل المطالبة الفلسطينية بالمقاطعة مصر والأردن، كشف الحسيني ان دولاً إسلامية كانت تربط إنهاء علاقاتها الديبلوماسية مع الدولة العبرية بموقف مماثل تتخذه القاهرة وعمّان، معتبراً أن الجانبين أقاما هذه العلاقات "تحت الضغط الجبري، لكن هناك دولاً لم تكن تواجه أساساً مشاكل احتلال مع إسرائيل، فلماذا تقيم هذه الروابط؟".