} شهدت الخرطوم امس حملات تفتيش واسعة ركزت على منافذ مدن العاصمة الثلاث ومداخل الجسور الرئيسية. ووصفت شرطة ولاية الخرطوم الحملة بأنها عملية تدريب في شأن تأمين العاصمة ورفع كفاءة افراد الشرطة، فيما بدا انها اجراءات احترازية تحسباً لتكرار هجوم المعارضة على مدينة كسلا الاربعاء الماضي. ر وجه المدير العام للشرطة السودانية الفريق هجو محمد أحمد الكنزي قوات الشرطة في الخرطوم بعدم السماح بحدوث فجوات أمنية وتكرار ما وقع من هجوم على مدينة كسلا المتاخمة لاريتريا وأدى الى مقتل 53 مواطناً وإصابة 433 آخرين، فيما بدأت حملات تفتيش واسعة في مدن العاصمة الثلاث ومداخل الجسور الرئيسية. وطالب الكنزي، في حديث امام مؤتمر الشرطة الشعبية "المرابطين على الثغور" بالتزام "الحيطة والحذر والتمتع بالحس الأمني العالي الذي يكفل التعامل مع الاحداث وضرب كل المحاولات واحباطها قبل تنفيذها". لكن مدير شرطة الخرطوم اللواء عثمان جعفر نفى ان تكون لعمليات التفتيش في مدن العاصمة الثلاث علاقة بأحداث كسلا. وقال في تصريحات للصحافيين امس انه "لم يُعثر على أسلحة خلال التفتيش". ووصف حملات التفتيش في منافذ المدن والجسور بأنها "عمليات تدريب لافراد الشرطة لرفع كفاءتهم". ورأى ان التدريبات "تتعلق بكيفية وصول اجهزة الشرطة، الى كل المداخل والمنافذ في زمن محدد، واغلاق الجسور وتأمينها وتحرك الاجهزة لمداهمة أوكار الجريمة". ويسود اعتقاد في أوساط المواطنين ان ما حدث في كسلا يمكن ان يتكرر في الخرطوم. وعلم ان اجهزة في الدولة عقدت اجتماعات طارئة ومتلاحقة لمناقشة الهجوم الذي نفذته المعارضة في كسلا وامكان تكرار ذلك في مدن شمالية اخرى. وما اذا كان تقصير أدى الى وقوع اصابات وسط المدنيين. الى ذلك، طالبت الحكومة بعض منظمات العون الانساني بوقف نشاطها موقتاً في ولاية كسلا، فيما طلبت منظمات اخرى من الخرطوم السماح لها بإجلاء موظفيها من الولاية الى حين زوال الخطر الأمني. واعتبر وزير الدولة للتخطيط الاجتماعي شول دينق طلب الحكومة خطوة هدفها الحفاظ على أرواح موظفي منظمات الغوث في كسلا. واضاف ان الاضطرابات كانت سبباً في اتخاذ الاجراء مشيراً الى ان هذه المنظمات "ستزاول عملها بعد تطهير الولاية من جيوب التمرد". وكانت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أجلت 62 موظفاً من كسلا اثر الهجوم على المدينة، وانفجار صواريخ قرب مقرها. من جهة اخرى، وصف الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور ابراهيم أحمد عمر اتهام اريتريا بالضلوع في هجوم المعارضة على كسلا بأنه "متعجل". وكانت وزارة الخارجية استدعت السفير الاريتري لدى الخرطوم وطلبت توضيحاً في شأن الهجوم على المدينة التي تبعد 20 كيلومتراً فقط عن الحدود الاريترية. وقال عمر للصحافيين ان اجهزة الدولة والحزب "عقدت اجتماعات مكثفة لمناقشة التفاصيل الدقيقة للأوضاع الأمنية والدفاعية"، لكنه لم يفصح عن مضمون ما توصلت اليه.