ظاهرتان أساسيّتان ميزتا أعمال الدورة ال 24 من مهرجان إشبينو الدولي لسينما الكارتون والتحريك الذي يقام في مدينة إشبينو البرتغالية على الساحل الأطلسي الشمالي. وهاتان الظاهرتان هما أن غالبية الأفلام المعروضة في هذه الدورة جاءت تأكيداً على أن سينما الكارتون لا تعني بالضرورة أفلاماً للأطفال فحسب، والثانية هي الغياب الواضح للإنتاج الأميركي. فعلى رغم أن صالات السينما في البرتغال، وفي هذه المدينة بالذات، تعرض فيلم "الرحلة الى إيلدورادو" من إنتاج شركة دريمووركس للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، فإن سينما الكارتون الأميركية حاضرة في هذه الدورة بثلاثة أفلام مستقلة. ويؤكد مرتادو هذا المهرجان بأن السينما غير الأميركية كانت على الدوام هي سيّدة الموقف، وكانت شاشة المهرجان بمثابة عصا القفز الأساسية للعديد من الطاقات والابداعات العاملة في مجال الكارتون والتحريك. ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى النجاح الذي حققه المخرج والفنان الروسي الكساندر بيتروف بفيلمه الشاعري "الشيخ والبحر" المقتبس من رواية إرنست همنغواي الشهيرة، حيث فاز في العام الماضي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم كارتون وذلك بعدما حقق له مهرجان إشبينو بالجائزة الكبرى التي منحتها له لجنة التحكيم الدولية في الدورة السابقة من هذا المهرجان، الشهرة والاعلام الضروريين. وعلى رغم الأهمية التاريخية للمهرجان، إذ انه أقدم مهرجان كارتون يقام سنوياً في العالم، فإن الأجواء التي تسم فعالياته هي أجواء شبه عائلية ولا يشعر القادم الجديد اليه بأية غربة. لكن الأجمل فيه هو الاختيارات المهمة التي أنجزتها إدارة المهرجان، وهي اختيارات تتيح للجمهور فرصة للإطلاع على أعمال جميلة واتجاهات جديدة. ويضم البرنامج العام 322 فيلماً، ويشارك في المسابقة الرسمية 88 فيلماً من عشرين دولة، وتحتل البرتغال المرتبة الأولى في المشاركات اذ يعرض لها 26 فيلماً، في حين تحتل بريطانيا المرتبة الثانية بأحد عشر فيلماً. ولا يعرض في المهرجان أي فيلم عربي، وهناك فيلم من إيران بعنوان "شانغول مانغول" من إخراج فاروخنده ترابي وسيّد أحادي، وهو فيلم بطول 7 دقائق ويعرض ضمن برنامج بانوراما.