استقبل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس وزير التعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث. وأعلن المسؤول الفلسطيني انه نقل الى ولي العهد السعودي رسالة من الرئيس ياسر عرفات تتضمن شرحاً للأوضاع التي تمر بها الأراضي الفلسطينية حالياً عسكرياً واقتصادياً، وعرضاً للمواقف السياسية العربية والدولية المختلفة تجاه الوضع الفلسطيني الحالي. ووصف شعث لقاءه مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بأنه كان "ناجحاً جداً من جميع النواحي". وأوضح ان اتفاقاً تم على خطوة، طلب عدم الافصاح عنها، من أجل تقديم دعم سريع لصندوق انتفاضة الأقصى لمواجهة المتطلبات العاجلة لتدهور الوضع الاقتصادي للشعب الفلسطيني بسبب الحصار الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأشار المسؤول الفلسطيني الى أن ولي العهد السعودي "كان خلال اللقاء متعاطفاً جداً مع وضع الشعب الفلسطيني ومع انتفاضته، وأكد ان خادم الحرمين الشريفين والمملكة لن يتوانيا عن تقديم كل الدعم المادي والسياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني". وأعلن شعث انه تم الاتفاق خلال اللقاءات مع القيادة السعودية ومع المسؤولين الذين التقاهم في الرياض على آلية تضمن توصيل التبرعات الشعبية السعودية الى مستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني مباشرة تحت اشراف لجنة سعودية - فلسطينية. وسيحدد الجانب السعودي أعضاء اللجنة كما سيحدد الجانب الفلسطيني ممثليه. وتوقع أن يكون الجانب الفلسطيني ممثلاً بالسيدة انتصار الوزير وزيرة الشؤون الاجتماعية والدكتور رياض الزعنون وزير الصحة وممثلين عن الهيئات الشعبية الفلسطينية. يذكر أن حملة التبرعات الشعبية السعودية، التي أمر بها الملك فهد بن عبدالعزيز لدعم انتفاضة القدس ويرأسها الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي، جمعت حتى الآن ما يزيد عن 200 مليون ريال سعودي. وهذه التبرعات ليست لها علاقة بحصة السعودية في صندوقي "القدس" و"انتفاضة الأقصى" اللذين قررت القمة العربية اقامتهما بناء على اقتراح من ولي العهد السعودي وتبلغ حصة السعودية فيهما 250 مليون دولار. وحرص وزير التعاون الدولي الفلسطيني على أن يشير الى أنه عبر لولي العهد السعودي وللمسؤولين السعوديين الذين التقاهم عن شكر الشعب الفلسطيني وقيادته للمملكة على مجمل المواقف السعودية الداعمة للفلسطينيين سياسياً ومادياً، مشيراً الى الموقف الذي أعرب عنه خادم الحرمين الشريفين أول من أمس والذي دعا فيه الولاياتالمتحدة والدول المحبة للسلام لاتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف استمرار الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية على الفلسطينيين. ورفض شعث التعليق على ما إذا كانت الرياض ستتولى اجراء اتصالات عاجلة مع الادارة الأميركية لحضها على وقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين. وقال: "هذا الأمر تقرره المملكة لكن نحن على يقين من أن قيادة المملكة تبذل كل ما في وسعها سياسياً من أجل وقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان". وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي التقى الوزير الفلسطيني أمس وبحثا في الاجراءات السعودية والعربية المقبلة من أجل مواجهة تردي الأوضاع في المنطقة وتوقف عملية السلام. وقال شعث ل"الحياة": "اتفقنا على خطوات واتصالات معينة من أجل تفعيل قرارات القمة العربية وتنفيذها في القريب العاجل". والتقى شعث، الذي غادر الرياض ليلة أمس، وزير المال السعودي ابراهيم العساف. وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس اللجنة العليا لجمع التبرعات للانتفاضة، والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض التقيا الوزير الفلسطيني أول من أمس.