تعرض القناة الثانية في تلفزيون "بي.بي.سي" مساء السبت المقبل ضمن مسلسلها "المراسل" Correspondent برنامجاً عن "معسكر الخيام" في جنوبلبنان يتضمن "أدلة دامغة على تورط اسرائيل في ما تصفه منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ب"جرائم حرب"، بما فيها استخدام التعذيب في السجن، جمعت من السجلات الطبية للمستشفى المحلي". وفي اعلان بعنوان "اسرائيل موضع اتهام"، توضح "بي.بي.سي" انه يوجد في اسرائيل حالياً اشخاص متهمون بارتكاب جرائم حرب يعيشون على حساب دافعي الضرائب تحت حماية السلطات الاسرائيلية. وتضيف "انهم، كجزء من جيش اسرائيل بالوكالة في لبنان، احتجزوا طيلة 15 عاماً آلاف المواطنين اللبنانيين من دون تهم ومن دون محاكمة". وتلاحظ "بي.بي.سي" ان معظم المعتقلين "عذبوا بوحشية. وتوفي اشخاص عدة في السجن، وتوفي آخرون بعد وقت قصير على اطلاقهم. وانكرت اسرائيل دائماً مسؤوليتها عن السجن". ولم تفتح ابواب السجن الاّ عندما انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوبلبنان في ايار مايو الماضي. ويروي البرنامج الذي يستغرق 45 دقيقة قصة ثلاثة سجناء: علي الذي دخل المعتقل عندما كان عمره 14 عاماً وامضى هناك 10 سنوات وعُذّب بشدة، ورياض الذي يعاني مشاكل صحية جدية بعد 14 سنة من الاعتقال والتعرض لتعذيب متكرر، ومنى التي اُحتجزت لمدة سنة في قسم النساء في السجن وخضعت لجولات تحقيق مهينة وصعق بالكهرباء وشهرين متواصلين في الحجز الانفرادي. وتتساءل "بي.بي.سي": "هل سيعاقب أي شخص على واحد من أكثر الفصول قتامة في نزاع الشرق الاوسط؟". ويتضمن البرنامج مقابلات مع الجنرال الاسرائيلي الذي كان مسؤولاً عن جنوبلبنان في الفترة التي شهدت اسوأ تجاوزات في "الخيام"، ومع بعض الحراس والمحققين الذين يحظون برعاية السلطات الاسرائيلية في بلدة ساحلية في فلسطينالمحتلة. لن يلقى عرض هذا البرنامج ارتياحاً في اسرائيل، خصوصاً في وقت تواجه اتهامات من قبل بعض الحكومات - بما فيها تلك التي شاركت في اجتماع القمة العربية - بارتكاب جرائم حرب في اعمال القتل والقمع الوحشي التي مارستها ضد الفلسطينيين في الانتفاضة الحالية.