قبل بضع سنين فقط، كان الحديث عن التقدم الفعلي للتقنية النانوية Nanotechnology، يصاغ بلغة المستقبل البعيد والأمنية البعيدة المنال. وشيئاً فشيئاً، تقلصت أمداء المستقبل في الكلام، حتى وصلت الى لغة المضارع، ليس في الأبحاث والاختبارات، وإنما في انتاج مختلف الأشياء. وتقوم النانوتكنولوجيا على فكرة العمل على "بناء" الأشياء انطلاقاً من مكوّنها الأصغر، أي الذرة Atom. ورصفاً رصفاً، بحسب منظري نانوتكنولوجيا، وذرة ذرة، يبنى الأصغر والأصغر من الأشياء، مثل الطائرة والسيارة والمنظار وما إليها. وشهدت السنوات الخمس الماضية، سيلاً من المنتوجات التي يميزها حجمها الدقيق، بل والفائق الدقة والصغر، وخصوصاً روبوتات صغيرة لا تزيد على حجم الاصبع، لكنها تقدر على اداء ما يقوم به روبوت في حجم انسان. وصل الأمر الى مجال الفضاء، وتوصّل فريق علماء شركة "سوراي ساتلايت تكنولوجيز" الى انتاج مركبة فضائية لا يزيد وزنها على ستة كيلوغرامات وتشمل نظام ملاحة متطوراً يديره كومبيوتر، مع مجسات Sensors ترصد وجود المركبات الفضائية في الجوار! وصُنعت الأجزاء المكوّنة للمركبة "سناب - 1" على أصغر مقاس ممكن، وباستخدام النانومتر Nanometre، وهو جزء على بليون من المتر. والخبر غيرعادي وهو فاتحة لعصر جديد في علاقة الانسان مع الكون واكتشافه. العنوان على الانترنت: http://www.sstl.co.uk عن "خدمة لندن الصحافية"